جدد السفير الفرنسي لدى المملكة، برتران بيزنسنو أمس ل”الشرق”، التأكيد على وقوف بلاده بحزم، أمام حتمية خروج الرئيس السوري بشار الأسد من سُدة الرئاسة، لما أقدم عليه من تجاوزات وقمع ضد شعبه، طوال ثمانية أشهر. وقال السفير الفرنسي في تصريحاتٍ خاصة ب”الشرق” عبر الهاتف “نحن كفرنسيين مع حتمية خروج بشار من إدارة الدولة، فالرئيس ساركوزي، ووزير الخارجية، أكدوا في وقتٍ سابق، أن الرئيس السوري بشار الأسد يعد فاقداً للشرعية، نتيجة ما أقدم عليه نظام الأسد ضد شعبه، الرجل بالنسبة لنا الآن، فاقد للشرعية بشكل كامل”. وتأتي تصريحات الدبلوماسي الفرنسي، قُبيل وصول وزير خارجية بلاده الرياض ب 48 ساعة، في زيارة ستستغرق يومين للمملكة العربية السعودية التي يصلها اليوم. وقالت الخارجية الفرنسية، إن الوزير الفرنسي سيستهل جولة خليجية تكون محطتها الأولى دولة الإمارات، والمملكة العربية السعودية، ومن ثم قطر، والكويت، وأكد السفير الفرنسي لدى المملكة أن بلاده تدعم “وبقوة” ما صدر من الجامعة العربية بحق سوريا، وعدّ هذا القرار أمراً مهماً جداً، ويرى أن دعم بلاده لهذا القرار، سيعزز دعم الأممالمتحدة له. وأجمل الدبلوماسي الفرنسي حديثه عما يحدث على الأرض في سوريا، قائلاً “وفق رؤيتي الدبلوماسية، تعنت النظام في سوريا وعدم انصياعه لمطالب الشعب، وعدم انصياعه لمطالب الجامعة العربية، يقودنا لعدم قبوله، من منطلق عدم قبولنا للعنف بحق الشعب السوري، ومن هذا المنطلق، يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك لإنقاذ هذا الواقع غير المستقر في سوريا، وهنا يجب التأكيد على أن دور الدول العربية والجامعة العربية مهم للغاية، وفي الوقت ذاته، يجب حتمياً أن يكون هناك تعاون من دول أخرى، كفرنسا وحلفائها، لدعم القرار العربي الصادر في حق النظام السوري”. ولم يُخفِ بيزنسنو وقوف الأوروبيين مع استصدار عقوبات على سوريا، مُلمّحاً لعمل من الأممالمتحدة، بمشاركة فرنسا ودول عربية، لتحضير مشروع جديد، يهدف إلى إيجاد أرضية من الاستقرار في سوريا، ينصب على حتمية توقف العنف الدائر في سوريا على يد النظام بأي ثمن كان، ومهما كلف الأمر، وفقاً لتعبيره، وزاد بيزنسنو القول إن “الوضع في سوريا سبب مهم في جولة الوزير الفرنسي للمنطقة، فالوضع في سوريا الآن صعب جد، والمملكة وفرنسا بالتأكيد بلدان لهما دورهما المهم في هذا الملف، ومن الضروري أن نتشاور حول السبيل الذي من الممكن عمله معاً؛ فيما يتعلق بالوضع بالمنطقة بشكلٍ عام، وسوريا على وجه التحديد، فهناك تشاور وثيق بين البلدين على إيجاد حلول واقعية، وكل المجتمع الدولي يبحث عن حلول لهذه القضية الصعبة جداً، سنتحدث مع السعوديين، ونفكر معاً ماذا بإمكاننا أن نعمل مع بعضنا البعض حول القضية، لتنعم المنطقة برُمتها بالاستقرار”. ولم يفت بيزنسنو الحديث عن أزمة الملف النووي الإيراني، ورأى في هذا الصدد أن النظام الإيراني، لم يحترم القرارات والشرعية الدولية الصادرة عن المنظمات؛ التي تُحرّم العمل على برامج نوويةٍ غير سلمية، وعلى رأسها مجلس الأمن، وأكد أنه من الضروري أن تُفرض عقوبات أكثر على طهران، لإيقاف أنشطتها المحظورة فيما يتعلق ببرنامجها النووي. وقال في هذا الصدد “نحن نفضل حلولاً سلمية لمثل هذه المشكلات، لا يوجد حلول أخرى، فمن الضروري أن تصدر عقوبات أشد على إيران، لتتوقف عن الأنشطة النووية”، وعن زيارة وزير الخارجية الفرنسي للمملكة، أكد سفير باريس لدى الرياض، أن العلاقات مع المملكة العربية السعودية قوية جداً، بالإضافة إلى علاقة بلاده مع دول الخليج العربي، وتأتي هذه الزيارة ضمن إطار التشاور مع السلطات السعودية، حول الوضع في المنطقة، التي تشهد أزمات في اتجاهات عدة، ويأتي في إطار التعاون الثنائي بين البلدين. وعاد بحديثه للوضع في المنطقة، وقال “الوضع في المنطقة صعب للغاية في هذه الفترة، لدينا البرنامج النووي الإيراني، والوضع صعب جداً في سوريا، ولا ننسى القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الأوضاع الدائرة على الأراضي اليمنية وفي المنطقة ككل، المملكة وفرنسا بلدان صديقان وحليفان، والتشاور في الأمور الدائرة بالمنطقة أمر حتمي، وتبادل الاقتراحات والتشاور حول العمل معاً لاستقرار المنطقة، لدينا علاقات ثنائية جيدة بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله والرئيس ساركوزي، وبين الحكومتين والشعبين، وهناك تطور كبير في العلاقات بالمجال الاقتصادي، والثقافي، والعسكري”. وعن النشاط الدبلوماسي الفرنسي الذي نشط مؤخراً، وما إذا كان حل مكان النشاط الأمريكي والأوروبي بالعموم، وما إذا كانت فرنسا أخذت زمام المبادرة من الأمريكان، قال “إن فرنسا نشيطة دائماً في المنطقة، لأننا نتمتع بعلاقات تاريخية مع المنطقة، والآن الوضع يُعاني من صعوبات كثيرة، فنحن نحاول أن نساعد في إيجاد استقرار في هذا الجزء من العالم، مع أصدقائنا في المنطقة، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية، هذا أكيد”. الأسد | الربيع العربي | السعودية | سوريا | فرنسا