أكد مصدر مسؤول في الديوان الملكي الأردني، في تصريح ل «الشرق» أن مسألة مشاركة الملك عبدالله الثاني في القمة العربية في بغداد نهاية الأسبوع الجاري لم تُحسَم بعد، حيث يُنتَظر أن يتأخر القرار بخصوص المشاركة من عدمها إلى اللحظات الأخيرة، لكن مصادر مطلعة رجحت ألا يشارك الملك في القمة، متوقعة أن يكلف رئيس الوزراء، عون الخصاونة، برئاسة وفد الأردن. من جانبه، قال المحلل وأحد مرافقي الملك عبدالله الثاني في كثيرٍ من زياراته الخارجية، ماهر أبو طير، إنه يعتقد أن مشاركة الملك في القمة بنفسه غير مناسبة، مرجعاً ذلك إلى الأوضاع الأمنية التي تسود في العراق. وأشار «أبو طير»، في حديثه ل «الشرق»، إلى اعتراف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتورط عناصر من الأمن والجيش العراقيين في سلسلة التفجيرات الأخيرة التي ضربت عدة مناطق في البلاد. وتابع «المؤسستان الأمنية والعسكرية العراقيتان مُختَرقتان من إيران ومن أطراف أخرى، ولهذا فإنه لا أمان لأي زعيم عربي في بغداد في هذه الفترة»، وأضاف أن التنظيمات المسلحة في العراق ترى أن حكومة «المالكي» هي حكومة احتلال، وأن القمة تجري تحت الاحتلال، ولهذا فإنها ستبذل كل ما في وسعها لإفشالها، متوقعاً أن ترتفع وتيرة العمليات المسلحة في العراق خلال الأيام المقبلة قبيل القمة. وفي نفس السياق، اعتبر المحلل المعروف، فهد الخيطان، أن الوضع الأمني هو أهم عامل يجعل من غير المرجح أن يشارك الملك عبدالله الثاني بنفسه، مشيراً، في تصريحات ل «الشرق»، إلى أن الأردن يأخذ في اعتباره عند تحديد مستوى مشاركته في القمم موقف المملكة العربية السعودية في المشاركة في نفس القمة. ورأى «الخيطان» أن الأوساط الرسمية الأردنية تشعر بعدم راحة إزاء مواقف حكومة «المالكي» وعلاقتها مع طهران ورؤيتها للملف السوري، وأكمل «لكني أعتقد أن الأردن منزعج أكثر من بعض الملفات العالقة بينه وبين العراق، وخصوصاً فيما يتعلق بالتعاون النفطي وفي تصدير المنتجات الزراعية الأردنية». ويتوافق مع «الخيطان» الكاتب خالد المجالي، وهو ضابط مخابرات سابق وناشر أحد أهم المواقع الإلكترونية الأردنية، والذي يعتقد أن الأردن سيُخفِّض مستوى تمثيله في قمة بغداد إلى ما دون رئيس الوزراء، لافتاً إلى ملفات خلافية بين الأردن والعراق يتعلق بعضها بالعلاقات الاقتصادية التي تتراجع بوضوح، وهو ما سيجعلها سببا رئيسا في تخفيض مستوى التمثيل. ويلمح «المجالي»، في حديثه ل «الشرق»، إلى تحفظات أردنية على علاقات حكومة «المالكي» مع إيران، وعلى موقفها من الأزمة السورية، ولكنه يشدد على أن الأردن لن يتخذ موقفاً منفرداً من العراق ومن القمة بناء على هذين التحفظين، حيث إنهما يأتيان في سياق إقليمي، ولا يستطيع الأردن معالجتهما وحده، ويتوقع «المجالي» أن تتسبب هاتان النقطتان في تخفيض مستوى مشاركة العديد من الدول العربية في القمة.