يقول المريض عقيل العواجي البالغ من العمر 42 عاماً أنه بدأت معاناته مع السمنة منذ الطفولة، حيث كان وزنه حينها يتجاوز 85 كيلو جرام وهو في العاشرة من العمر، ثم بدأت زيادة الوزن لديه تأخذ منحنى آخر وخطير، حتى وصلت لما هو عليه الآن من وزن كبير يقارب 302 كجم”. وقال السيد عقيل “أحب في البداية أن أتوجه بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد نائب أمير منطقة جازان على موقفه الانساني النبيل وتكفله لي بالعلاج وأيضاً مستشفى د. سليمان الحبيب بالسويدي على ما قدموه من رعاية واهتمام وخدمات عديدة وإجراء فحوصات طبية دقيقة قبل وبعد العملية. وعن معاناته مع السمنة قال السيد عقيل “أنني لم أنعم بحياة طفولية اعتيادية كغيري من زملاء الحارة والمدرسة، وذلك نتيجة سمنتي المفرطة والتي أدت لصعوبة الحركة لدي والمشي لمسافات طويلة. إذ أنه حينما رغبت في اللعب مثلهم داخل أحد المراكز الترفيهية وهممت بالدخول لإحدى اللعبات، وجدت صعوبة بالغة في الخروج منها. مما تسبب لي بإحراج كبير أمام زملائي والحضور ولم أستطع الخروج من هذه اللعبة إلا بعد ان تم الاتصال بالدفاع المدني والذي ساهم مشكوراً في إخراجي منها”. وأضاف السيد عقيل قائلاً “أن مشكلة معاناتي مع السمنة لم تنحصر فقط في الحركة واللعب، ولكن امتدت وتسببت في توقفي عن الدراسة بالمرحلة الابتدائية. أما في مرحلة الشباب فقال لقد وجدت صعوبة في تكوين أسرة لي والزواج والارتباط بفتاة أستكمل معها حياتي ومعيشتي الأسرية “. وعن تفكيره في إجراء العملية قال السيد عقيل “ما شجعني على إجراء هذه العملية أن لدي أخ سبق وأن أجرى مثل هذه العملية ونقص وزنه كثيراً وتغيرت حياته تماما بالإضافة إلى أن العديد من أصدقائي قاموا بإجراء عمليات مماثلة للسمنة وقد تحسنوا وتحسنت حياتهم”. مشيراً إلى أنه قرر البحث عن العلاج وأختار مجموعة د. سليمان الحبيب الطبية لما لها من سمعة طيبة وخبرة كبيرة في إجراء مثل هذه العمليات. من جهته قال الدكتور ابراهيم الرسلاني استشاري جراحة السمنة والمناظير في المستشفى أن حالة المريض تعد من الحالات النادرة نظرا لزيادة وزنه. موضحاً أن هذه الحالة تعتبر من الأوزان الكبيرة والنادرة جداً. مشيراً إلى أن المريض سبق وأن خضع لعملية استكشافية بالمنظار منذ 5 سنوات ولم يستطع الجراح من الوصول فيها إلى المعدة، وتم توقف العملية لعدم تمكن الطبيب من إتمامها وفقاً لإفادة المريض. وأوضح استشاري جراحة السمنة بأن وزن عقيل شكّل عبئاً كبيراً عليه وعلى محيطه الاجتماعي، وكان له تأثير بالغ على قدرته الصحية والنفسية وفقدانه القدرة التامة على متابعة احتياجاته اليومية ، واصفا حالة عقيل بأنها تعد سمنة مفرطة خطره على حياته. وأضاف قائلا “عندما زارنا عقيل أخضعناه لعدد من الفحوص المخبرية للوقوف على حالته الصحية بشكل دقيق. ومن ثم قمنا بتشكيل فريق طبي من أخصائية التغذية واستشاري التخدير والقلب والصدرية وأيضاً أخصائي التنفس وجرّاح السمنة لدراسة الحالة، إذ تم وضع الخطة العلاجية المقترحة والتي اشتملت على البدء ببرنامج غذائي لمدة شهرين وإعطاء المريض علاج هرموني جديد يساعد في إنقاص الوزن. وقد أظهرت النتائج الأولية لهذا الدواء نجاح مبهر أدى لفقدان 40 كجم مع تحسن حالة المريض وقدرته على المشي”. وواصل د. الرسلاني حديثه قائلا “تم إجراء عملية تكميم المعدة والتي استغرقت ساعة وعشرون دقيقة باستخدام المنظار الجراحي عبر ثقوب صغيرة في الجدار الأمامي بالبطن مع استخدام دباسة الكترونية متطورة يتم استخدامها في هذا المستشفى “. وعن حالة المريض بعد العملية أوضح الدكتور الرسلاني أن الجراحة تكللت بفضل من الله بالنجاح التام، وأن حالة عقيل مستقرة ولله الحمد وقد بدأ في تناول السوائل والحركة بأريحية بعد 24 ساعة من العملية. وبين د. الرسلاني أن الفريق الطبي وضع برنامج علاجي متكامل لعقيل حتى يصل إلى النتائج المرجوة بإذن الله، حيث أنه من المتوقع أن يفقد 70% من الوزن الزائد، وسوف يخضع بعد ذلك لمتابعة مستمرة طوال عام كامل، يتم خلاله عمل تقييم شامل لحالته ومتابعة التطورات الصحية له وإجراء تعديل لبرنامجه العلاجي إذا اقتضى الأمر.