تحملت الديون من أجل علاج زوجها لكن القدر كان سباقا في توديعه الدنيا وتركها تصارع الحياة من أجل تسديد الديون التي تراكمت عليها وسلبت منها مرتبها الشهري لتعمل مجانا بدون دخل شهري هذا هو حال الأرملة أم عيد التي تعيش في منزل خارج أحياء محافظة رنية وبعيدا عن منازل السكان لا يسع لأطفالها الخمسة. تقول أم عيد التي تعمل مستخدمة في الوحدة الصحية المدرسية للبنات في محافظة رنية براتب لا يتجاوز ألفين ريال: أصيب زوجي قبل عدة سنوات بمرض سرطان البروستاتا وقد حاولت علاجه في مستشفيات متخصصة وتحملت الديون من أجل ذلك لكن القدر كان سباقا وانتقل إلى رحمة الله بسبب هذا المرض الذي لم يمهله كثيرا وأصبحت أسدد ديونه والديون التي تحملتها من أجل علاجه والتي وصلت إلى 370 ألف ريال مما جعلني أعمل بدون مرتب مجانا وذلك لذهاب الراتب الذي أحصل عليه في تسديد الديون بعد توقيعي تعهدا بقبول ذلك فخلال 3 أعوام ماضية وألا استفيد من راتبي ولو هللة واحدة وأضافت أم عيد قائلة وهي تتحسر على فقدان زوجها والحياة التي تعيشها: إن أكبر أبنائها يدرس بالمرحلة المتوسطة ويصرف لأبنائها دخل من الضمان الاجتماعي بواقع 300 ريال لكل طفل شهريا لا يفي باحتياجاتهم أما أنا فلا ينطبق علي نظام مساعدات الضمان الاجتماعي وذلك بسبب أن لدي وظيفة حكومية. وذكرت أنها تعيش في منزلا ضيق وقديم من البلك ترى من بين تصدعاته الشمس ولا يقي من البرد أو مياه الأمطار ولضيق المنزل استعانت بخيمة من أحد السكان والذي تصدق بها عليها لسد نقص الغرف في بيتها ونصبتها في حوش المنزل لتصبح جلسة لأطفالها ومجلسا لزوار المنزل وأكدت أنها تعيش على مساعدات السكان التي لا تسد الرمق ولا تكسي الأطفال ولا توفر لهم ما يحتاجوه مطالبه من أهل الخير بالتدخل في سداد ديونها وإيجاد منزلا لأبنائها بدلا من المنزل الضيق الذي يعيشون فيه والذي لا يقي من حرارة الشمس الحارقة وبرد الشتاء القارس مشيدة بدور “المدينة” في نقل معاناتها هذه لكشف الحياة التي تعيشها هي وأطفالها حتى يتحقق ما يحلمون به وذلك بتدخل أهل الخير وفاعلية وإيجاد حل لحالتها الإنسانية التي صبرت عليها خلال الأعوام الثلاثة الماضية حتى ضاقت ذرعا من ذلك رغم عدم يأسها من رحمة الله.