أدى ظهور الآلات الحاسبة إلى عدم استخدام العمليات الذهنية عند إجراء الحسابات البسيطة، وبدخول البرامج الحاسبة إلى جوالاتنا فقدنا تماما مهاراتنا الذهنية في العمليات الحسابية الأربع البسيطة الجمع والطرح والضرب والقسمة، وصرنا نأخذ الأرقام كما هي دون مراجعة أو تدقيق وأصبح يستغلنا عامل المحطة ومحاسب البقالة وجرسون المطعم، وبهذه البلاهة سوف أتعامل مع أرقام وزارة العمل التي أعلنت حسب صحيفة الحياة بأن آخر إحصاء قامت به الوزارة كشف عن أن نسبة البطالة في السعودية تبلغ %10.5 ويوجد في المملكة نصف مليون باحث عن العمل، وكما قلت سآخذ هذا الرقم بمنطق عامل المحطة وجرسون المطعم ولا أفكر أو أعقد مقارنات أو أتذكر أن الصندوق الوطني لإعانة الباحثين عن العمل (حافز) قد أعلن الشهر الماضي أن عدد المستفيدين من البرنامج يبلغ 818.782 شخصا، وصرفت لهم الإعانة من بين مليوني متقدم سجلوا أسماءهم لطلب الحصول على الإعانة، ولو حاولت أن أتذاكى قليلا وأعقد مقارنة بين الرقمين لوجدت أن هناك أكثر من 818 ألف شخص يحصلون على إعانة حافز ولا يعانون من البطالة، وهذا يعني أحد ثلاثة أمور: إما أن البرنامج يصرف إعانة لثلث مليون مواطن ومواطنة وهم لا يستحقون ولا يبحثون عن عمل على الرغم من الشروط الصارمة والدقيقة التي يتبعها الصندوق، أو أن إحصاء وزارة العمل وهي الجهة الأولى المعنية بشؤون العمل تم إجراؤه على مواطني دولة شقيقة أو صديقة أو مجاورة، والاحتمال الثالث وهو الأقرب أنه لا تعارض بين رقمي الإحصائية ومصروفات حافز، وفرق الثلث مليون مواطن لا يعد شيئا طالما أن معالي الوزير ذكر أن هذه الأرقام تعتبر صغيرة إذا قورنت بغيرنا من البلدان ولكنها بالنسبة لظروفنا تعتبر كبيرة» وسأصمت قليلا لأفكر هل مشكلة البطالة لدينا بناء على هذا التصريح صغيرة أم كبيرة؟