استضافت بوهرنجر إنجلهايم، إحدى الشركات الرائدة عالمياً في صناعة الأدوية، فعاليات الدورة الرابعة من أكاديمية السكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، وذلك في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد شارك في هذا الحدث الذي استمر ليومين أكثر من 150 طبيب وأخصائي في الأمراض العصبية من مختلف أنحاء المنطقة، حيث سلطوا الضوء على أهمية تنفيذ إجراءات الوقاية وعلاج السكتة الدماغية، وذلك بهدف إنقاذ حياة مرضى السكتة الدماغية وتقليل نسبة العجز الدائم التي قد تصيبهم. هذا وتم إعتماد أكاديمية السكتة الدماغية مؤخراً من قبل ثلاثة مؤسسات مرموقة تشمل هيئة صحة دبي والمجلس الأوروبي للاعتماد في أمراض القلب بالإضافة إلى منظمة السكتة الدماغية الأوروبية وذلك لإلقاء الضوء حول المحتوى العلمي التي توفره الأكاديمية. وركّز الخبراء الطبيون خلال ورشات العمل المرافقة للحدث على التغير الوبائي للسكتة الدماغية والزيادة المستمرة في ظهور حالات المرض في المنطقة وجميع أنحاء العالم. كما أكّدوا على الحاجة الملحة لتطوير أساليب أكثر كفاءة ودقة لقياس مدى خطورة السكتة الدماغية، حيث شددوا على أهمية زيادة الوعي بين الجمهور العام بعوامل الخطر وأعراض المرض وذلك لمساعدتهم على فهم الأثر السلبي الذي تتركه السكتة الدماغية على نوعية حياتهم. وتسلط أكاديمية السكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا الضوء على الوقاية من هذا المرض وتقديم العلاج الفوري من أجل إنقاذ حياة المرضى. وتشمل إجراءات الوقاية من السكتة الدماغية تحديد عوامل الخطر التي قد تشمل إرتفاع ظغط الدم والسكري وإرتفاع مؤشر كتلة الجسم، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة المضاعفات التي تساهم بشكل مباشر للإصابة بالسكتة الدماغية مثل الرجفان الأذيني، والدورة الدموية غير المنتظمة، القابلية لتجلط الدم وهو ما يتطلب توافر علاجاً فعالاً للحد من فرص حدوث السكتة الدماغية. وكانت الجهود التعاونية بين كلٍ من المستشفيات والجهات المنظمة وشركة بوهرنجر إنجلهايم على مدى السنوات الأربع الماضية، قد أسفرت عن تطوير وحدات شاملة للسكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا. ففي العام 2015، كان عدد وحدات السكتة الدماغية المعتمدة في كلٍ من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ثلاثة وحدات، كما يتوقع أن يتم إنشاء ستة وحدات بحلول نهاية هذا العام و10 بحلول العام 2019. وتصيب السكتة الدماغية المريض عندما ينقطع أو يقل تدفق الدم إلى أحد أجزاء الدماغ، ليسبب ذلك حرمان أنسجة الدماغ من الأوكسجين والمواد المغذية له، وتبدأ خلايا الدماغ بالموت في غضون دقائق . ويعد الرجفان الأذيني، وهو أكثر حالات عدم انتظام ضربات القلب المستمرة شيوعاً، سبباً رئيسياً للإصابة بالسكتة الدماغية. ويعود السبب في تشكل جلطات الدم عند الإصابة بالرجفان الأذيني إلى تجمع الدم في أذيني القلب، حيث يمكن لهذه الجلطة الدموية أن تنتقل من القلب إلى الدماغ، ما يعيق تدفق الدم إلى الدماغ ويسبب السكتة الدماغية. ولمعالجة هذه المشكلة، ناقش الخبراء أهمية اتخاذ القرارات العلاجية الصحيحة عندما يتعلق الأمر بالوقاية من السكتة الدماغية، وذلك من خلال استخدام مضادات التخثر الفموية التي تستخدم لعلاج الرجفان الأذيني. وقد أظهرت الدراسات المتعلقة بهذا المرض أن الحد من تخثر الدم يمكن أن يساهم في انخفاض عدد حالات السكتة الدماغية بنسبة 64%. وتعقيباً على ذلك: قال الدكتور أحمد حرسي، استشاري كهرباء القلب، رئيس قسم علوم القلب في كلية الطب، جامعة الملك سعود: "تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية أكثر أسباب الوفاة شيوعاً حول العالم . وتعد السكتة الدماغية من المضاعفات الشائعة الذي يسببه الرجفان الأذيني، وهي مرتبطة بارتفاع معدل الوفيات والأمراض، كما أن المرضى الذين يعانون من الرجفان الأذيني يكونون معرضين للإصابة بالسكتة الدماغية أكثر من غيرهم بخمس مرات، الأمر الذي بدأ يصنف كمشكلة رئيسية لأنظمة الرعاية الصحية في المملكة". وأضاف الدكتور حرسي: "وفقاً للدراسات الحديثة، فقد ارتفعت معدلات الوفيات في المملكة بسبب أمراض القلب، لتصبح المسبب الأول للوفاة في المملكة. كما يبلغ معدل انتشار الرجفان الأذيني في منطقة الشرق الأوسط 15%. ومع ذلك، فإن أفريقيا تحظى بأقل نسبة من مرضى السكتة الدماغية بالمقارنة مع البلدان النامية الأخرى، حيث تتراوح النسب هناك بين 1,6% إلى 6,9% لمرضى السكتة الدماغية، و4,6% إلى 5,5% لمرضى القلب . بالإضافة إلى ذلك، فقد تم تصنيف السكتات الدماغية الإقفارية على أنها النوع الأكثر شيوعاً من السكتة الدماغية المرتبطة بالرجفان الأذيني، ويمكن أن يتسبب هذا النوع من السكتات الدماغية الإعاقة وفي بعض الأحيان الوفاة. وهذا مؤشر قوي على ضرورة إيلاء أفراد المجتمع الأهمية لأعراض أمراض القلب ومعرفة الإجراء الأمثل الذي يجب اتخاذه لمعالجة أمراض القلب". ومن جهته، أشار الدكتور عادل الهزاني،استشاري المخ والاعصاب والسكته الدماغيه ورئيس الجمعيه السعوديه للسكته الدماغيه واستاذ طب المخ والاعصاب المشارك بكلية الطب في جامعة الملك خالد قائلاً: "تترك السكتة الدماغية أثراً بالغاً ليس على المرضى فحسب بل يمتد الأثر لعائلاتهم والمجتمع ككل. ونحن بحاجة إلى مواصلة وتكثيف جهودنا لتطوير وحدات مخصصة لرعاية السكتة الدماغية، والتي ستساهم بشكل مباشر بتحقيق نتائج أفضل وأسرع للمرضى وتهدف إلى توفير أحدث طرق العلاج المتاحة وفرق متعددة التخصصات تعمل على إدارة حالات مرضى السكتة الدماغية بفاعلية وتخصص. سيقلل وجود مثل هذه الوحدات من معدلات الوفيات ومضاعفات السكتة الدماغية، كون المرضى يفقدون حوالي 120 مليون خلية دماغية خلال ساعة واحدة من إصابتهم بالسكتة الدماغية ولذلك فإن الهدف الأساسي هو إيصال المريض المناسب إلى الوحدة الطبية المناسبة خلال الإطار الزمني المناسب وعلاجها . ايضاً أظهرت الدراسات المتعدزة بأن أكثر من 80% من حالات السكتة الدماغية يمكن الوقاية منها عبر إدخال بعض التعديلات على نمط حياتنا". وتابع الدكتور الهزاني: "يتيح لنا التشخيص السريع في الوحدات المتخصصة للسكتة الدماغية تحديد الإصابة بالسكتة ونوع العلاج الطبي اللازم بشكل فوري وخلال أقل من 60 دقيقة، وتعرف هذه المدة باسم 'الساعة الذهبية'، حيث يقلل اكتشاف الحالة وتقديم العلاج اللازم لها من فرص حدوث مضاعفات أخرى وكلما اعطي العلاج مبكرا كانت فرص الشفاء اكبر، ونهدف لتقليل معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية ورفع نسب المرضى المتلقين للعلاج إلى نسبة 18% إلى 20%، وهو ما يعد من أفضل الممارسات الطبية العالمية في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، نسعى لزيادة عدد وحدات السكتة الدماغية في جميع المناطق الحضرية، إلى جانب زيادة وعي المرضى ليتعرفوا على الأعراض التي تؤدي إلى السكتة الدماغية". كما أكّدت أكاديمية السكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا على سعيها المتواصل لتقليل المدة اللازمة للوصول إلى المستشفى وبدء العلاج، بالإضافة إلى تقديم الدعم لإنشاء وحدة مخصصة للسكتة الدماغية في المستشفيات، الأمر الذي سيؤدي بشكل مباشر إلى الحصول على نتائج أسرع وأفضل للمرضى. فضلاً عن الهدف الأهم، وهو زيادة الوعي حول الإدارة الفعّالة للسكتة الدماغية بين المجتمع وأخصائي الرعاية الصحية. كما وقد أكد الخبراء على أهمية استخدام التقنيات التكنولوجية الرائدة لإدارة السكتة الدماغية، وأجروا محاكاة رقمية مباشرة أثناء فعاليات المؤتمر، حيث تم تجهيز الغرفة بالكامل بشاشات ذكية تعرض الأنواع المختلفة للسكتات الدماغية. وقام الأطباء الحاضرون بإجراء فحص وتشخيص دقيق لكل حالة للوصول إلى القرار والدواء المناسب ضمن إطار زمني مدته ساعة واحدة. وقد أتاحت تلك الفعالية فرصة للمرضى للاستجابة والتفاعل مع الخبراء الذين فحصوا أجزاء من جسم المرضى، إلى جانب إجراء فحص بالأشعة المقطعية. واختتم إنريكي مانزوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا في بوهرينجر إنجلهايم قائلاً: "نحن فخورون باستضافة الدورة الرابعة من أكاديمية السكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا بدولة الإمارات، والتي بدورها تقدم منصة متميزة لأطباء القلب والأعصاب البارزين ليتمكنوا من الاجتماع تحت مظلة واحدة والعمل على بناء نهج متكامل من الوقاية الفعالة لعلاج السكتة الدماغية. فنحن نؤكد التزامنا العميق تجاه المرضى في المنطقة ودعمنا لأخصائيي الرعاية الصحية، وذلك من خلال ريادتنا في تنفيذ وحدات رعاية السكتة الدماغية المتخصصة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا. وتضم أعراض الإصابة بالسكتة الدماغية التخدّر المفاجئ والضعف في الوجه والذراعين أو الأقدام على طرف واحد من الجسم، إضافة إلى اضطراب الكلام ومشاكل في النظر وفقدان التوازن ووجع الرأس الحاد. ركز الخبراء على أن الكلمة الإنجليزية F.A.S.T هي أسهل طريقة لتذكر الأعراض المفاجئة للسكتة الدماغية، والتي تشير إلى فقدان التحكم بالوجه، ضعف الذراع، صعوبة النطق ووقت طلب المساعدة.