افتتحت الدورة الثالثة من «مؤتمر الشرق الأوسط وإفريقيا للسكتة الدماغي» في دبيبالإمارات العربية المتحدة، حيث احتشدت مجموعة من الخبراء العالميين في مجال السكتة الدماغية لخوض غمار يومين متتاليين من النقاشات وتبادل أفضل الممارسات في مجال مكافحة هذا المرض. وتمثل السكتة الدماغية ثاني أكبر سبب للوفاة حول العالم1 وسبباً رئيساً لحدوث الإعاقات – ولا يمكن استثناء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من هذه الإحصائيات. بينما تشهد المملكة العربية السعودية تقريباً 20 ألف حالة جديدة للإصابة بالسكتة الدماغية و4 آلاف حالة وفاة و8 آلاف حالة إعاقة سنوياً، في حين تعاني مصر من 820 ألف حالة إصابة. وبهذا الصدد، قال الدكتور عمر محمد أحمد أيوب، استشاري المخ والأعصاب وأستاذ مساعد في جامعة الملك عبدالعزيز، المملكة العربية السعودية: «تعد الأرقام الحالية كبيرةً فعلياً، إلا أن التوقعات تشير إلى تضاعف معدل الإصابة بالسكتة الدماغية خلال السنوات ال 15 المقبلة. ولذلك، من المهم أن نتصرف الآن لمعالجة هذه المشكلة الصحية الكبرى». ويتضمن المؤتمر عرضاً لآخر مستجدات «مبادرة السكتة الدماغية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» – البرنامج المخصص لعلاج السكتة الدماغية الذي أطلقته «جمعية الإمارات لطب الأعصاب» بدعم من شركة «بوهرنجر إنجلهايم» – التي تنشط في جميع أنحاء المنطقة، لمعالجة جذر المشكلة من خلال توفير علاجات أسرع من شأنها أن تنقذ حياة المصابين بالسكتة الدماغية. وبدوره، أشار كريم العلوي، العضو المنتدب لشركة «بوهرنجر إنجلهايم» لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، أن هدف المبادرة يتمثل بتطوير نظام رعاية صحية متكامل ومستدام يضمن توفير خدمات شاملة ومتميزة للأشخاص الذين يتعرضون لسكتة دماغية، حيث قال: «على مدى الأشهر ال 12 الأخيرة، انضم 19 موقعاً إلى المبادرة المؤلفة من 4 مراحل. في البداية يتم تأسيس الموقع، ومن ثم يدخل مرحلة التطوير حتى يصبح جاهزاً للتحقق من مطابقته للشروط والمعايير المعتمدة، وفي المرحلة النهائية يتم منح الموقع الرخصة المناسبة – وبعدها تصبح وحدة السكتة الدماغية جاهزة وتدار بصورة مستقلة». وأضاف الدكتور سهيل الركن، اختصاصي السكتة الدماغية في مستشفى راشد التابع ل «هيئة الصحة بدبي» ورئيس «جمعية الإمارات لطب الأعصاب»: «بدأت «مبادرة السكتة الدماغية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» بإحداث فارق ملحوظ. ويعني توفير الوصول إلى وحدات متخصصة بمعالجة السكتة الدماغية حصول الناس على أفضل علاج ممكن بسرعة أكبر. ونحن نسمي هذا الأمر «الساعة الذهبية» – نافذة مهمة لعلاج ضحايا السكتة الدماغية. ويتجاوز هذا الأمر مسألة إنقاذ الارواح، حيث يمكن له تقليل الأعباء المرتبطة بالإعاقات الناجمة عن السكتات الدماغية». وحث الدكتور الركن الناس على تعلم كيفية اكتشاف المصابين المحتملين بالسكتة الدماغية بحيث يمكن نقلهم بسرعة لتلقي العلاج. حيث قال:» تمثل أعراض تدلي الوجه، وضعف الذراع، وصعوبة الكلام، الأعراض الثلاثة للسكتة الدماغية. وعند ملاحظة أي منها، ينبغي استدعاء خدمات الطوارئ على الفور».