* الكتاب: إيران ورقصة السرطان * المؤلف: جميل الذيابي * الناشر: مكتبة العبيكان، 2011م قلتُ عندما اعتلى أحمدي نجاد سدة الحكم في إيران في أغسطس 2005م إن حدسي ينبئني بأن هذا الرجل سيقود الشعب الإيراني إلى جحيم جديد، إذ إن الخلفية الأيديولوجية لهذا الرجل، والتفافه الشديد على التيار الديني المتشدد، يعد المؤشر الأول منذ أن كان نجاد أستاذاً جامعياً، ثم خلال توليه رئاسة بلدية طهران في 2003م، إضافة لنجاح برنامج حملته الانتخابية التي نظمها بعنوان «تحالف بناء إيران الإسلامي». وكانت تلك مؤشرات على أن الرئيس الجديد المحافظ سيختلف عمن سبقوه من زعماء إيران الإصلاحيين، وسيدمر كثيراً من مكتسبات الشعب الإيراني، وسيفرط في علاقات جيدة مع جيران بلده. هذا ما ورد في بداية توطئة لكتاب «إيران ورقصة السرطان»، لمؤلفه رئيس تحرير صحيفة الحياة جميل الذيابي، والصادر عن العبيكان للنشر، في طبعته الثانية الصادرة في أواخر 2011م، وقام بتوقيعه في معرض الرياض الدولي للكتاب.ويقول الذيابي «هذا الكتاب يتضمن جملة مقالات نشرت في أوقات متقاربة ومتباعدة على مدار خمس سنوات حول إيران وسياستها في حقبة زمنية قصيرة، مع الحرص على تحديد تواريخ نشرها؛ حتى يتم التعامل معها وفق سياقها التاريخي وحراكها العسكري، وهي تعبير عن خلجات مرحلية، ورؤى نسجها قلم صحافي يركض لعكس وقائع في الخارج، لكنها ذات تأثير مباشر في المنطقة الخليجية والعربية. عبارات تخرج بمداد من نزف، تسيل معه كثير من مدخرات الجهاز العصبي والنفسي لمنح الحياة للحروف والكلمات، لتسرق معها الوقت ومرافئ العمر بين تارة وأخرى، لتلقي بنا على حافة هاوية الزمن السياسي الملتهب، في تحسس لخطوات الثبات وقول الحقيقة، علها تضيء للبعض جزءاً من نفق حياة منطقة ساخنة، لا تفارقها وجوه الغوغائيين.ويتضمن الكتاب الذي يقع في 243 صفحة من الحجم المتوسط مقالات متنوعة، مثل: رصاصة إيران والخجل العربي، إيران والسيناريو العراقي، نجاد وعود الثقاب، خليجيون وبيانات خجولة، رسالة خليجية دافئة، الزحف الإيراني تجاه الخليج. جميل الذيابي