* الكتاب: المدينةالمنورة في أعين رحالة غربيين * المؤلف: عدنان عبدالبديع اليافي * الناشر: خاص 2012م كتب الدكتور أحمد زكي اليماني في مقدمة كتاب «المدينةالمنورة في أعين رحالة غربيين» للمؤلف عدنان اليافي: المدينةالمنورة امتازت بأنها عاصمة أول دولة للإسلام يرأسها عليه وعلى آله الصلاة والسلام، فقد تميزت بأنها أول من طبَّق أحكام الإسلام، وأول من وضعت دستوراً عملياً طُبِّق في العالم، وهو «وثيقة المدينة»، وأول من صنعت دستوراً طُبِّق فيه الانتماء للوطن (المواطنة) فكانت دولة المدينة تجمع المسلمين بقبائلهم، واليهود بقبائلهم وغيرهم، وكلهم ينتمون إليها، وهم جميعاً أمة واحدة لهم حقوقهم وواجباتهم، وأصبح الانتماء القبلي في مرتبة ثانية. أما المدينةالمنورة، فقد حظيت تاريخياً باهتمام الرحالة والمستشرقين، والمصطلح الأخير نشأ من اهتمام الغرب بالشرق منذ أيام الفتوحات الإسلامية للغرب، ثم إبان الاستعمار الصليبي للشرق، فأخذ الرحالة الغربيون يصلون إلى بلادنا بدءاً من لودفيكو دي فارثيما، وجوزيف بتس، وكريستيان نيبور، ودومينغو باديا الإسباني، وريتشارد بيرتون، وداوتي، وبيركهارت، ورتر، وفلبي.. وغيرهم كثر من المشهود لهم بالدقة والموضوعية، وآخرون عكس ذلك، وبعضهم لا يُعرف عنه الكثير. كما كتبت بعض الرحالات من النساء، مثل السيدة المسلمة (إيفلين زينب كوبولد) وغيرها، خاصة أنهن استطعن في بعض الأحوال دخول بعض المنازل، والالتقاء ببعض السيدات، والتعرف عليهن. ويورد اليافي نبذة مطولة عن تاريخ المدينة، إذ يكتب «المدينة من مدَنَ بالمكان: أقام، أو: من دان؛ إذا أطاع، فالميم زائدة، لأن الله تعالى يُطاع فيها، أو لأنه عليه الصلاة والسلام سكنها، فدانت له الأمم. واختلفت الآراء حول أول من سكن المدينة بعد طوفان نوح عليه السلام، وانقسمت الآراء إلى خمسة: الأول يقول إنه بعد استواء سفينة نوح على الجودي، نزل ركابها الثمانون بطرف مدينة بابل، وسموا الموضع الذي نزلوا به «سوق الثمانين»، وظلوا هناك يتناسلون زمناً طويلاً، حتى تكاثروا. ثم افترقت ألسنتهم إلى اثنين وسبعين لساناً، منها العربية، وأن أبناء عبيل نزلت بيثرب التي هي المدينةالمنورة. الرأي الثاني: أول من سكنها بعد الطوفان هو يثرب بن قانية بن مهلابيل بن أرم بن عبيل بن عوض بن أرم بن سام بن نوح عليه السلام. والثالث: سكنها بعد الطوفان قوم يقال لهم صعل، وفالج، ففسقوا وفجروا، فأرسل لهم الله سبحانه وتعالى نبيه داوود عليه السلام، فغزاهم وأخذ منهم سبياً كثيراً. والرابع: أول من سكنها بعد الطوفان بنو هيف، وبنو مطر، وبنو الأزرق. والخامس: أن العمالقة كانوا منتشرين، فمنهم من نزل باليمامة، ومنهم من نزل بالشام، ومنهم من نزل بمكة المكرمة، ومنهم من سكن قرب حدود اليمن، ومنهم من سكن المدينةالمنورة.