كان أمام تميم أكثر من خط للرجوع للصواب آخرها وساطة أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الأحمد الذي تكبد عناء زيارات مكوكية من أجل رأب صدع دول الخليج، الذي كان بمنزلة طوق النجاة لانتشاله من غرق محدق، لكن يبدو أن تميم لا يريد أو لا يعرف ما يريد أو بالأحرى هو دمية يحركها أباطرة الخسة وأزلام الخراب، وإلا كيف نفسر تصرفه الأخير. اتصاله بسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مبديا رغبته بأن يجلس للحوار مع الدول الأربع المقاطعة وبمجرد أن بثت وكالة الأنباء السعودية الخبر إذ بوكالة الأنباء القطرية وبعد مضي ساعة فقط تنامى الخبر بصيغة مغايرة ومنافية للحقيقة، مفاده أن الأمير محمد بن سلمان هو من بادر بطلب الحوار وليس تميم. واقع الحال لا يوجد تفسير لهذه السفاسف والهرطقات ففي الأعراف السياسية يوجد مماطلات ومماحكات وغيرها لكن لم نعهد مثل هذه التصرفات الصبيانية السافرة، ولا يوجد إلا تفسير واحد وليسمح لي القطريون بقوله وهو الاستهانة واستغباء الشعب القطري وإحكام قبضته عليه وإلا كيف يتجرأ بمثل هذه التفاهات يترفع عنها الرعناء وينأى عنها السفهاء. بقي القول لا سبيل لعودة تميم إلى الاحتكام للعقل وترجيح مصلحة الشعب القطري بوصفه لا يرى إلا نفسه وزبانيته وأربابه.. في السابق كنا نعول على تميم ولو بقيد أنملة للانصياع للحق، لكن بعد موقفه الأخير ثبت استحالة عودة المياه لمجاريها مع الشقيقة قطر بوجود تميم ليس لأنه غير كفء ولا يعتد به فحسب بل بوصفه أثبت أنه عدو قطر ويريد خرابها ولا تفسير آخر. المفارقة الحقيقية ليست بوجود تميم على رأس الهرم الذي يعتبر (ظاهرة سلبية) قد لا تتكرر بل الغرابة بالصمت المطبق المريب وغير المبرر لجهة مواطني قطر الشرفاء على بقائه لهذه اللحظة.