أو من يدفع بالآخر السياسة أم المال؟ قبل أن تتسرعوا وتخوضوا في دهاليز السياسة وعالم الأموال فلنبسط الأمر ونقيس ذلك بواقعية أكثر وفق حياتنا اليومية لنفرض أن اثنان منحا مبلغا طائلا احدهما يتصف بالاتزان والرصانة والآخر اهوج ومغرور وطلب منهما التصرف بالمال علما أن كليهما لديه اسرة وأبناء كيف سيتصرفان يقينا الأول سوف يحرص اول ما يحرص على توفير الامن والأمان فيسارع لامتلاك منزلا بجوار من يشهد لهم بالأمانة وطيب الخلق وحسن الطوية فهو لا يكترث لفخامة المنزل بقدر اهتمامه بمن يتوسم بهم تأمين الاستقرار وطيب المعشر والذود عن اسرته من اللصوص والمتربصين وهو بالتأكيد سوف يبادلهم ذات السلوك كي ينعم هو واسرته بوارف من الأمان ولا ضير تاليا أن يستمتع بأمواله في تجميل منزله وترفيه ابناءه دون أن يعكر صفو جيرانه ولماذا يفعل ذلك طالما عهد منهم الإخاء والعون والمحبة.. اما الاخر سوف يقوده فكره العدمي وطموحه العبثي لشراء منزلا فاخرا وليته يكتفي بذلك بل يدفعه غروره وتورمه الزائف للتشاوف على جيرانه ومضايقتهم لا بل والتطفل على شؤونهم وبالتوازي يقيم المآدب والولائم للأبعدين الذين يحيكون الدسائس والخراب لجهته قبل جيرانه كل ذلك وغيره الكثير مرده التغطرس وسوء التدبير ضنا منه أن أمواله سوف توفر له المكانة الرفيعة التي يستحقها ولنقل التي (نفخوه) بها ازلامه ومرتزقته ولم يفكر قط هذا الصفيق الأرعن بمصير ابناءه فقدرهم ان معاشهم واستقرارهم مرهون بترهات وتخبطات ما (يسمى) بوالدهم وزبانيته الى ذلك يمكننا القول: إن حسن التدبير وحصافة التفكير هي السياسة الرصينة التي توفر الامن والاستقرار واستتباعا تنمي المال نختم ب (مقولي ) : أموال بلا سياسة كنوز بلا حراسة.