جمعتني مناسبة مع أحد من اعتركوا منظومات العمل قائلاً: أعرف موظفاً لم يتكيف مع جو العمل.. فطلب النقل لإداره أخرى استشعر أنها تناسبه، ورفض مديره نقله بالمطلق متذرعاً بعدم وجود بديل، حاول الموظف مراراً وتكراراً مستجدياً مديره تارة ومتشفعاً تارة أخرى، وحين يئس قال له بشكل مباشرلن تستفيد من عطائي فأنا لا أرغب في العمل بهذه الإدارة، ورد عليه مديره أعرف ذلك ولكن أنا أحتاج بديلاً عنك … انتهى. أقول ماذا يستفيد هذا المدير من موظف لا يرغب في العمل لديه؟ وما جريرة مثل هؤلاء الموظفين كي يتكبدوا عناء البحث عن بدلاء عنهم؟ وما يجب أن يتفهمه كل مدير أن الاستغناء عن الموظف غير الراغب في العمل أفضل بكثير من التشبت به عنوة، فبالتأكيد سوف يقل عطاؤه بالتدرج والنتيجة التسيب. أتفهم وجهة نظر المدير في مثل هذه الحالات، لأنه في حال حصل نقص في الموظفين سيقال له أنت من فرطت فيهم. إذن ما الحل لهذه المعضلة إن جاز لنا أن نسميها كذلك؟. من وجهة نظري أن يسمح لأي موظف بالنقل لأي جهة يري أنه أكثر عطاءً فيها وتناسب إمكانياته وقدراته، بعد التأكد طبعاً من صحة ذلك (أي لا يكون النقل لأغراض أخرى) وموافقة الجهة المراد نقله لها، أما عن البديل فالحل بسيط، يعمم على جميع جهات المنظومة بأن الإدارة الفلانية بحاجة إلى الموظف يرفقه مع مسمى عمله أو طبيعته. المؤكد أن ثمة من كابد كي ينقل لهذه الإدارة، وبذلك استفاد الموظفان، فكلاهما غير راغب في إدارتيهما أو يحبذان على أقل تقدير النقل للجهة المعنية. ثانياً: استفادة الإدارتين بوصفهما استقبلتا موظفين متحمسين للعمل، وليتحقق ذلك جليا ويصبح واقعا. أناشد وزارة الخدمة المدنية بتشريع نظام يسمح للموظف بالانتقال للجهة المرادة بعد اكتمال مسوغات النقل والاستعاضة عنه وفق ما ذكرنا أعلاه.