أعطى المعرض التشكيلي «عودة» بارقة أمل لثلاثة فنانين للعودة مجدداً إلى الساحة التشكيلية بعد غياب استمر عدة سنين، لأسباب مختلفة. وساهمت لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وهي الجهة المنظمة لمعرض، في عودة الفنانين الثلاثة للساحة التشكيلية، بعد طول غياب. ويشارك في المعرض، الذي يختتم اليوم في قاعة التراث العربي في الخبر، كل من عبدالمجيد الجاروف، وهادي الخالدي، ومنى النزهة. وقال مدير فرع الجمعية عيد الناصر «فوجئنا، في مناسبات عدة، بأن بعض الفنانين الشباب يستفسرون عن اختفاء بعض الوجوه من المشهد الفني في المنطقة الشرقية، وبدلاً من البحث عن الأسباب والمبررات كان خيارنا الإجابة العملية على هذه التساؤلات، من خلال جمع ثلاثة من أصحاب الريشة الجميلة في معرض واحد، كدلالة رمزية نسعى من خلالها إلى التأمل، وإعادة قراءة ملامح مرحلة فنية مهمة». وشارك كل فنان من الثلاثة، في المعرض، بعشر لوحات، بتقنيات وأشكال وألوان مختلفة. وكان الجاروف ابتعد عن المشاركة بعرض لوحاته في الساحة، لظروف خاصة، وعاد في «عودة»، بلوحات متنوعة المدارس، بعضها يعود إلى الثمانينيات، وأخرى نفذها في ما بين عامي 2006 و 2012. وعن ما تكنه أعماله المعروضة، قال الجاروف إن إحساس المتلقي بجمال اللوحة يكفي، ولا يتطلب الأمر منه أن يفهمه، مشترطاً توفر الحافز لمعرفة ما وراء اللوحة يدفعه للقراءة والتثقف، ومشيراً إلى أنه يعطي لمحة عن لوحته للمتلقي، ويتركه ليستخرج التفاصيل. أما الخالدي فأوضح أنه ابتعد عن الساحة الفنية، كردة فعل على المجتمع، وقال: كنت ألاحظ أن الفن أصبح مجاملات، وكانت هناك أسماء محددة تشارك في كل المسابقات والمعارض، «فاتجهت لجمع أصدقائي الفنانين في منزلي، لأعرض عليهم لوحاتي، وأكتفي بذلك». وشارك الخالدي بأعمال تجريبية وواقعية تم تنفيذها بين عامي 1412 و1430، تسمح للمتلقي بإسقاط نظرته وكشف تفاصيلها. وعن فهم الأعمال التشكيلية، أكد الخالدي أن ذلك يكون بوجود ثقافة لدى المتلقي، موضحاً أن ذلك يأتي بزيارة المعارض ومعرفة المدارس الفنية. ويتضمن مرسم الخالدي اليوم لوحات تكفي لعمل معرضين لم يشارك فيها في أي مناسبة، ويفكر بعد «عودة»، أن يقيم معرضين شخصيين بعد تفاجئه بالحضور، الذي وصفه بأنه «جميل، وخاصة العنصر النسائي الذي فاجأني حضوره». أما النزهة ففضلت الابتعاد عن الساحة بسبب صعوبة المشاركة، وعدم توفر صالات العرض، أو أسعارها العالية، وضعف الاهتمام بالفنون في المنطقة. وشاركت النزهة، في المعرض بلوحات واقعية رمزية، رسمتها بين عامي 2001 و2012، وساهمت عودتها الحالية بإعطائها بارقة أمل، كما تقول، وأنها بدأت تفكر في العودة للساحة، وإقامة معرض شخصي في المستقبل القريب.