بدأت الكاتبة والروائية بدرية البشر ندوة «الرواية والتغيير»، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب، باعتراض على مشاركة المرأة من الصفوف الخلفية، في القاعة المخصصة للندوات في المعرض. وأبدت البشر استياءً من نقل المشاركات في ندوات المعرض إلى الصفوف الخلفية من القاعة، بعد أن كانت تأخذ مكاناً متقدماً، على المنصة، «إلى جانب أخيها الرجل». واتفق معها, في ذلك, الكاتب والروائي يوسف المحيميد، الذي شارك، أيضاً في الندوة، بجانب الروائي الدكتور محمد القاضي، بإدارة الدكتورة فاطمة الياس. كما اعترضت الروائية بدرية البشر على بعض المفاهيم التي تتبادر لأذهان العامة من الناس، حول ما يمكن أن تحدثه الرواية من تغيير. وقالت ل«الشرق»، بعد مشاركتها في الندوة: «منذ التسعينيات والرواية في عملية تراكمية، ونحن نتقدم إحصائياً على المستوى الثقافي، ولكننا لا نشعر به، لأنه ليس على مستوى الطموح، وهذا هو الفارق». وأضافت «بلغ التراكم الروائي ستين رواية في عام، تلا ذلك انطلاقات أخرى، وهذا هو المهم، موضحة أننا، حالياً، «نتصارح مع الماضي»، مثلما يقول هيغل «يجب أن نتصارح مع الماضي كي نعيش الحاضر»، نافية أن يكون للرواية، ما يكون للقرار السياسي من قدرة على التغيير. وحول ضعف النتاج الروائي في المملكة، من جانب القيمة الفنية، مقارنة بالكم المنتج، قالت البشر: «لا بأس أن يكتب الجميع. نحن الآن في سباق مثل الماراثون الذي يبدأ بألف متسابق، ولكن لن يصل منا سوى عشرة». واستدركت «لكل إنسان الحق في أن يكتب ويجرب، والجمهور هو الذي سيحكم في نهاية المطاف». وأيدت البشر ظاهرة الكتابات الشبابية، ولاسيما اللاتي يكتبن باللغة الإنجليزية. وكان الدكتور محمد القاضي قد استعرض، خلال الندوة، الجانب النظري في الرواية العربية ومدى مقدرتها على التغير، موضحاً أن العمل الأدبي المتمثل في الرواية يكون فيه الروائي شاهدا والرواية صورة وقراءة للواقع وهي أيضاً أرشيف للحاضر تنقل المعرفة للجميع. وأكدت البشر، في الندوة، أن الرواية هي أحد مقومات البحث عن الحقيقة، مشيرة إلى أن الرواية السعودية تناولت التحولات التي طالت المجتمع، كما تناولت قيم الدولة والقبيلة، موضحة أن المنع والرقابة، عوامل تضعف الرواية وتقلل من تأثيرها. من جانبه، أكد الكاتب والروائي يوسف المحيميد أن كتابة الرواية مسؤولية، في الوقت الحالي، محذراً من أن تتحول الرواية إلى خطاب اجتماعي أو سياسي صرف.