أسدل أمس العرس الثقافي الذي شهدته العاصمة الرياض أستاره، حيث أغلق معرض الرياض الدولي للكتاب ابوابه مساء الجمعة بعد أن تلقى العديد من الإشادات والتهاني بنجاحه وترتيبه وتنظيمه وتحقيقه أهدافه، وقد قدم المعرض صورة وطنية حضارية مبهجة للجميع، وشهد تقديم حوالى 18 ندوة مصاحبة للمعرض أقيمت على مدى الأيام السابقة، بالإضافه إلى أكثر من 6 ورش عمل أقيمت في أيام المعرض تميزت بالتنوّع في القضايا والموضوعات الثقافية. كما أن إجمالي الكتب التي تم توقيعها طيلة أيام المعرض خلال الفترة من 6-11/3/2012م بلغ نحو 160 كتاباً، وذلك بعد فرز الرغبات التي وردت وفق الضوابط المقرة بهذا الشأن. وحول ذلك، قال أحد الزوار (علي الشهري) أن المعرض هذا العام كان مختلفًا عن الأعوام السابقة، مشيدًا بنجاحه، ومؤكدًا أن «دليل نجاح المعرض هو إقبال الزوار المنقطع النظير مما يعطي مؤشرًا إيجابيًا حول نجاحه». وقالت سميرة محمد التي قدمت من الدمام لزيارة معرض الكتاب الذي انتظرته طويلا بحثا عن الكتب التي تساعدها في دراستها العليا: «إن ما شاهدته من تنظيم وترتيب وتعدّد دور النشر والأجنحة المختلفة في المعرض، بالإضافة إلى منصات توقيع الكتب من قبل مؤلفيها، يعد مشهدًا حضاريًا رائعًا». فيما أشارت لمى العسيري إلى أن حضورها للمعرض قادمة من محافظة محايل عسير كان بنصيحة من شقيقتها للاستفادة من هذه الفعالية الثقافية الكبيرة التي تحوي الكتب والإصدارات الأدبية، ودعت العسيري وزارة الثقافة والإعلام إلى تنظيم مثل هذه المعرض في مختلف مناطق المملكة، وقالت: «لا يتوجب على كل من يعشق الكتاب السفر إلى الرياض من أجل الحصول عليه، لذا نتمنى أن تكون هناك معارض مماثلة لهذا المعرض في جميع أرجاء الوطن حتى تعم الفائدة». هذا وقد اختتمت مساء أمس فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام خلال الفترة من 13 إلى 23 ربيع الآخر الجاري الموافق من 6 إلى 16 مارس 2012م. وحظي المعرض بزيارة أكثر من مليوني زائر ومبيعات تجاوزت ال 25 مليون ريال خلال عشرة أيام اكتظت فيها دور النشر وممرات المعرض بالزائرين وعشاق الكلمة ورفاق الكتاب. وشهد المعرض خلال الأيام السابقة إقبالاً كبيراً، حيث زاره حوالى مليوني زائر وزائرة ومن طلاب وطالبات مدارس التعليم العام في الرياض، حيث كانت هذه الزيارات مجدولة ومنظمة وذلك للاطلاع على دور النشر المشاركة والأجنحة التي شاركت في المعرض من القطاعين الحكومي والخاص. وتميز البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض والذي اختتم نشاطه أيضًا أمس من خلال تقديم فعاليتين يومياً تنوعت فيها القضايا والموضوعات الثقافية التي تناولتها الندوات وورش العمل والمحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية وحظيت بحضور وتفاعل من قبل زوار المعرض ومنظميه. وشارك في المعرض أكثر من 450 دار نشر من مختلف دول العالم من المملكة ومصر ولبنان والأردن والكويت والإمارات وألمانيا والنمسا والهند وأمريكا وبريطانيا وفرنسا واليابان وتركيا وإيران والجزائر والسودان والمغرب واليمن وليبيا وتونس والبحرين وعُمان وقطر وفلسطين. وحلت مملكة السويد ضيف شرف على معرض الكتاب وشاركت بجناح مميز احتوى على عدد من الإصدارات التي تعرّف بالثقافة السويدية واهتمامها بمؤلفات الطفل. وتنوّعت محتويات دور النشر من الكتب العلمية والثقافية والأدبية والدينية والأكاديمية والرواية والقصة والشعر والنشر ومختلف نتاج الفكر الإنساني في شتى الثقافات. كما خصص معرض الكتاب جناحاً كاملاً للأسرة والطفل شارك فيه أكثر من 45 دار نشر في كل ما يهم الطفل من وسائل تعليمية وتثقيفية وترفيهية ووسائل إيضاح لكل مراحل عمر الطفولة. وأوضح مدير معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور صالح الغامدي أن جميع قطاعات وزارة الثقافة والإعلام شاركت في المعرض، وأشار إلى أن الوزارة تعاقدت مع شركات لتقديم الخدمات المساندة للوزارة في معرض الكتاب في الأمن والتنظيف والتنظيم وغيرها من الخدمات التي تخدم معرض الكتاب وزواره. وأبان أن إدارة المعرض رصدت بعض الملاحظات التي سيتم تلافيها في الأعوام المقبلة، مشيراً إلى أن المعرض سيشهد العام المقبل تطورات جديدة منها ضم جناح الطفل بالورش والندوات في مكان واحد ليسهل عملية التنقل للأطفال. وأكد أن إدارة المعرض تتابع كل ما يجري داخل المعرض وتراقب عن كثب الدور الأكثر مبيعاً والدور الأقل والدور التي لديها كتب جيدة وكذلك التي لديها اهتمام أقل وستأخذ الإدارة بعين الاعتبار في العام المقبل توفير العديد من الخدمات ومنها كبر المساحة التي أصبحت غير كافية في ظل الإقبال الكبير على المعرض. كما شدّد على أن الإدارة ستأخذ في الاعتبار مسألة الغلاء في الأسعار والمبالغة فيها وستحد من ذلك في الأعوام المقبلة. اختتام البرنامج الثقافي كما اختتم معرض الرياض الدولي للكتاب مساء أمس الأول الخميس برنامج الثقافي بندوة بعنوان «الرواية والتغيير» شاركت فيها الكاتبة والروائية الدكتورة بدرية البشر والكاتب الصحفي والروائي يوسف المحيميد والروائي الدكتور محمد القاضي وأدارتها الدكتورة فاطمة إلياس. وفي بداية الندوة استعرض القاضي الجانب النظري في الرواية العربية ومدى مقدرتها على التغير، وأكد أن الرواية الواقعية هي عمل دؤوب يحتاج إلى جمع المعلومات لتكوين وتجسيد الواقع، مشيراً إلى بدايات ظهور الرواية الحديثة التي استطاعت أن تنقل الواقع. أما الروائية بدرية البشر فتحدثت عن تجربتها الشخصية في عوالم الرواية، ورأت أن الرواية تتسع للشعر والفلسفة، في حين أن الشعر والفلسفة لا يتسعان للرواية. وأكد الروائي يوسف المحيميد أن كتابة الرواية مسؤولية في الوقت الحالي، محذراً من أن تتحول الرواية إلى خطاب اجتماعي صرف أو خطاب سياسي صرف.