قال الحكواتي: يحكى أن هنالك تنظيماً يتألف من أفراد لا يتجاوز عددهم عن الألف أو الألفين يسمون أنفسهم بدولة الإسلام، قاموا بإخافة العالم كله . يقول الحكواتي إن زعيمهم يقال له البغدادي وهو من الرجال الصالحين ودائماً ما يكرر في خطبه: إن التفجيرات سوف تصنع لكم دولة الإسلام وإن الناس سوف يدخلون في دين الدولة أفواجاً أفواجاً، فالتخريب والدمار سوف يرهب الناس ليحثهم على الدخول في ديننا، ودائماً ما يختتم خطبته بنفس الجملة التي بدأ بها خطبته: إن دولة الإسلام باقية وتتمدد، إن دولة الاسلام باقية وتتمدد. قال الحكواتي: إن أعظم سرّ لهذا التنظيم الخارق أنه لا يمتلك طائرات ولا دبابات ولا صواريخ ولا جيشاً نظامياً، فكل ما يمتلكه هو 10 قنابل يدوية الصنع وخمسون بندقية ومسدسان و23 حزاماً ناسفاً ومبلغ من المال مقداره 142 ألف دولار و12 جوالاً وخمسة شواحن وأربعة أجهزة لابتوب وسبع بطاريات وثمانية أشخاص لديهم حزام أسود في لعبة الكاراتيه. ورغم قلة العدد والعتاد إلا أن العالم كله بجميع قواه النووية والعسكرية وقواه الاستخباراتية العالمية بما فيها السي أي إيه والكي جي بي وجميع استخبارات دول الغرب والشرق عجزت عن فك رموزه وعجزت عن الخلاص منه. بل إن نشاط الدولة يتمدد حتى تأكد لدينا أن الملائكة والجن الشرفاء تمد التنظيم بمداد خارق. وبعد أن أنهى الحكواتي حكايته سأله أحد المستمعين: عجباً يا حكواتي، إن إسرائيل التي نخرت وأرهقت أمن الدول العربية لا يستهدفها التنظيم، وكذا دولة إيران نظيفة من استهداف التنظيم، وكما تعلم أن التنظيم عندما طُرد من أفغانستان أيام حربهم مع أمريكا لجأوا إلى إيران وكونوا مركزاً هناك، وما دام أن التنظيم استقر في إيران لأكثر من عشر سنين فمؤكد أن رؤوس تنظيم الدولة هم تبع لإيران، رغم أن معظم شعارات التنظيم هي تنديد بدولة إيران وإسرائيل. أجاب الحكواتي بكل ثقة: إن التنظيم ذكي وعبقري جداً، إن سبب عدم استهداف هاتين الدولتين يرجع إلى أن خطط التنظيم مدروسة، حيث يتطلع التنظيم ليحكم العالم أولاً ويسود حكمه دول الشرق والغرب ودول الشمال والجنوب بما في ذلك أمريكا وروسيا والصين وبعد ذلك سيتفرغ للقيام بعمليات إرهابية ضد تلك الدولتين، إيران وإسرائيل، ألم أقل لك إنه تخطيط محكم وذكي. السائل: يعني أن دولة الإسلام، هدفها الأول قتل الناس كي يثبتوا للعدو الأصلي أنهم أقوياء. الحكواتي: نعم، فتح الله عليك، لابد من قتل الخونة أولاً. ألم أقل لك إن تخطيط التنظيم محكم وبديع. السائل: يعني تطبيق مقولة «وين أذنك يا جحا». الحكواتي محذراً: لا تتمسخر على الإسلام ودولته. السائل: أنا أسأل فقط، لكن كيف يمكن لتنظيم صغير أن يرهب العالم بأسره، ما لم يكن هنالك تعاون بين التنظيم وأجهزة الاستخبارات العالمية لأجل مشروع تشويه الإسلام السني. الحكواتي: ألم أقل لك إن الملائكة مع التنظيم، وأن الجن المسلمين الذين هم من أهل السنة والجماعة يمثلون قنوات استخبارية والاستشعار عن بعد. السائل: حدث العاقل بما لا يليق، فإن صدقك فلا عقل له. أغاظت هذه الجملة الحكواتي كثيراً حتى إنه أخرج مسدسه ليردي السائل قتيلاً، ثم أخرج الحكواتي بكتاً من الدخان لفه في عمامته وكتب على البكت «صنع في إسرائيل لحساب شركة إيرانية ومدعومة من استخبارات عالمية». بعدما تنهد الحكواتي وأطال في التنهد، أشعل سيجارته وقال: هل من أسئلة أخرى يا سادة، يا كرام!!