يطرأ على حياة كل منا عديد من التغييرات الأسرية والمهنية والاجتماعية وغيرها، منها مايتقبلها الشخص ومنها مايقاومها ويرفضها. ونحن في بداية عام جديد حري بنا أن نكون أكثر إيجابية ومرونة واتساعا في الأفق للتكيف مع التغيرات التي تحدث من حولنا بل وتقييم وضعنا السابق ورصد كل سلوك أو أمر غير محبب يحتاج إلى تغيير إلى الأفضل، والمبادرة من تلقاء أنفسنا. يقول الزعيم الهندي غاندي «كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم». قامت إحدى الشركات بتغيير أحد الأنظمة القديمة إلى نظام جديد فأثار ذلك ضجة بين الموظفين ونسبة كبيرة منهم رفضته وحاولت البقاء على القديم ولكن لم يكن لها ذلك فقد صرفت الشركة مبالغ باهظة لتغييره. فما كان من الموظفين إلا الرضوخ للأمر الواقع واستخدام النظام الجديد والتكيف معه والتدرب عليه، وبعد فترة وجيزة أصبح مألوفا لديهم ووجدوا فيه مميزات لم تكن متوفرة في القديم، وحاز على إعجابهم ورفضوا الرجوع إلى القديم. أمر طبيعي يحدث في كل مكان نشاهد موجة عارمة من المقاومة والرفض المباشر من قبل بعضهم لأي تغيير جديد في حياتهم. بعض التغييرات قد تكون أهدافها واضحة من البداية ويدرك الشخص أو الأفراد آثارها السلبية على مصالحهم الشخصية فتكون المقاومة والرفض. ولكن ليست كل التغييرات من هذا النوع ومع ذلك يكون الرفض الشديد والمقاومة. من أبرز الأسباب التي تجعل الشخص يقاوم التغيير هو التعود على ما كان عليه وحب البقاء على الروتين فيرى في هذا التغيير اختراقا لمنطقة الراحة التي يعيش فيها وللتقاليد والعادات المحيطة بها. ومن الأسباب خوفه من المجهول الذي ينتظره ولا يعرف عنه شيئا، وخوفه من الفشل والنتائج السلبية جراء هذا التغيير. انعدام التواصل الجيد، وعدم اتضاح الأهداف والرؤية من هذا التغيير،وعدم إشراك الأفراد من البداية لكسب الثقة والولاء وتبني تطبيق وتنفيذ هذا التغيير بنجاح هي أيضا أسباب تشجع على الرفض. هذه بعض الأسباب ومهما تعددت فنحن بحاجة إلى أن نكون أكثر انفتاحا وإيجابية لتقبل التغيرات والتكيف معها تدريجيا وتقييمها وأن نكون طرفا فاعلا في تطويرها وتعديلها إن أمكن. ولتقليل موجة الرفض لأي تغيير يتبع بعض أصحاب التغيير آليات مختلفة لامتصاص الغضب وتهيئة النفوس والمشاركة مع شريحة من أصحاب التأثير للاستماع إلى مرئياتهم وكسب أصواتهم لدعم التغيير المزمع عليه.