تبقى الفكرة دائماً وأبداً ملكاً لصاحبها.. فعلى مر العصور لايزال أحمد بن حنبل مؤلف (المسند)، و(بل) مخترع الهاتف، وأبو الطيب المتنبي القائل (لولا المشقة ساد الناس كلهم.. الجود يفقر والإقدام قتال)، وليوناردو دافنشي راسم لوحة (الجوكندا)، وأم كلثوم مؤدية (الأطلال)، ودملر بنز مالك علامة (مرسيدس). وكل الأشياء الجميلة في عصرنا الذي نعيشه، هو نتاج إبداع المفكرين والمبتكرين الذين يستحقون الحماية القانونية والتشجيع للاستمرار في ابتكاراتهم التي أسعدت البشرية وجعلت حياتنا أكثر سهولة ويسراً. ويشكر لمعالي وزير التجارة والاستثمار د. ماجد القصبي إنشاء الهيئة السعودية للملكية الفكرية التي طالما نادينا بإنشائها من خلال مقالات وأوراق عمل سابقة منذ انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية لتتولى متابعة إنفاذ الأنظمة ذات الصلة بالملكية الفكرية التي تتوزع بين وزارة التجارة والاستثمار فيما يتعلق بتسجيل وحماية العلامات التجارية، ووزارة الثقافة والإعلام فيما يتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لحق المؤلف، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية فيما يتعلق ببراءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية، ووزارة الزراعة فيما يتعلق بحماية الأصناف النباتية. ونتمنى أن تنجح الهيئة في أداء مهامها، وتمنح شيئا من الاستقلالية في عملها. فنحن لم نطلع بعد على نظامها الأساس ولائحة عملها، ونتمنى ألا يكون التركيز فقط على تمثيل المملكة في المؤتمرات الخارجية التي كانت السبب في تعثر الفكرة سابقاً بسبب تمسك كل جهة بدورها. وإنما المساهمة في تطوير الابتكار والإبداع، ودعم إنفاذ حماية الملكية الفكرية على جميع المستويات بما فيها القضاء، والتنسيق مع وزارة الداخلية لإنشاء فرع في الأمن العام معني بمكافحة الجرائم الاقتصادية من غش وتقليد وانتهاك لحقوق الملكية الفكرية.