طالعتنا وكالة الأنباء الفرنسية منذ أيام بخبر مفاده أن المجلس المكلف بالإشراف على الامتحانات في بريطانيا قد قرر تعديل مواعيد الامتحانات الرسمية لتزامنها مع شهر رمضان بالنسبة للطلبة المسلمين. وقالت ماري بوستد، رئيسة نقابة المعلمين، «نريد أن يكون الطلاب قادرين على إعطاء أفضل النتائج في الامتحانات». وقال المجلس المكلف بالإشراف على الامتحانات في بيان «ستحدد تواريخ الامتحانات في المواد الأساسية قبل شهر رمضان مع الانتباه إلى إمكانية أن تكون الامتحانات في الصباح أو بعد الظهر». كان ذلك بسبب حلول شهر الصوم عند المسلمين هذه السنة في الأسبوع الثاني من شهر يونيو، أي بالتزامن مع مواعيد الامتحانات الدراسية للشهادات الرسمية. وقال مالكولم تروب، نائب الأمين العام لجمعية مسؤولي المدارس والمعاهد، إن «المسؤولين عن المؤسسات التعليمية يرغبون في أن يكون الطلاب قادرين على صوم شهر رمضان من دون أن يكون لذلك انعكاسات سلبية على امتحاناتهم». وقالت ماري بوستد رئيسة نقابة المعلمين «نريد أن يكون الطلاب قادرين على إعطاء أفضل النتائج في الامتحانات التي تقرر مستقبلهم». في المقابل، هناك تصريح لمعالي وزير التعليم السعودي د. أحمد العيسى، للزميل خالد المدخلي من قناة العربية، بأن الاختبارات ستبقى في موعدها المقرر منذ عشر سنين، وحجة معاليه أن رمضان يجب أن يكون شهرا للعبادة والعمل وأنه لا بد من التعود عليهما في رمضان معاً، خصوصاً أن رمضان في السنوات المقبلة سيكون في وسط العام الدراسي. كلام معاليه جدير بالتقدير فيما يتعلق بأن رمضان شهر عبادة وعمل، ويجب ألا تموت فيه الحياة والقدرة على الإنجاز. لكن ما أود أن ألفت إليه نظر معالي الوزير هو أن هناك فرقا كبيرا بين الدراسة في رمضان وأداء الامتحانات في رمضان. من الواجب على كل من بالمدرسة من طلاب ومدرسين وإداريين أن يستعدوا للدراسة والتدريس في رمضان في الأعوام المقبلة، بكل جدٍ واجتهاد. أما أداء الامتحانات في رمضان فهذا شأن آخر مختلف تماما. ولذلك وجدنا السيدة بوستد رئيسة نقابة المعلمين تشير إلى نقطتين في غاية الأهمية أدت إلى قرار تقديم الاختبارات في بريطانيا: 1- الرغبة في أن يقدم الطلبة أفضل النتائج الممكنة. 2- الالتفات إلى أن هذه الاختبارات تقرر مصير هؤلاء الطلبة، وعندما يخرجون بنتائج هزيلة، فإن ذلك سيكون ذا أثر سلبي بالغ على مستقبلهم، عندما لا تخولهم نتائجهم حق الدخول للجامعات أو الحصول على وظائف محترمة. تقديم بريطانيا لمواعيد الاختبارات لم يكن قراراً ارتجالياً، ولا يعني أبداً أنها ستوقف الدراسة عندما يحل رمضان في منتصف العام، بل بسبب أنها تعرف الفرق بين الأمرين، ولذلك جاء القرار مراعاة لظروف خاصة لمدة لن تتجاوز العشرة أيام. لكل ما تقدم، أتمنى على معالي الوزير أن يُعيد النظر في هذه المسألة، فطلبتنا نحن نعرفهم جيداً، ونعرف أن الامتحانات إن بقيت في موعدها 9 رمضان، فإن نسبة عالية من الطلبة لن تذاكر بسبب الانشغال بالأجواء الجديدة وطقوس الشهر الكريم. وإن أصرّت وزارتنا الموقرة على بقاء زمن الامتحان في العاشرة صباحا، فإني أجزم أن نسبة كبيرة من هؤلاء الطلبة صغار السن الذين لم يقدروا بعد قيمة المستقبل، سينامون ولن يحضروا تلك الاختبارات، فضلا عن أن يأتوا بأفضل النتائج المرجوة منهم.