يخوض ريال مدريد المتصدر، وملاحقه برشلونة حامل اللقب «البروفة» الأخيرة قبل موقعة الحسم المنتظرة في 23 الحالي على ملعب الأول، وذلك عندما يلتقيان سبورتينج خيخون وريال سوسييداد على التوالي في الجولة ال 32 من الدوري الإسباني. ويدخل الفريقان إلى مباراتي اليوم في ظروف متناقضة؛ لأن ريال أصبح متقدما على غريمه اللدود برشلونة بفارق ثلاث نقاط رغم اكتفائه في المرحلة السابقة بالتعادل على أرضه مع جاره أتلتيكو (1-1)، وذلك لأن النادي الكاتالوني لم يستغل الوضع وسقط بدوره أمام ملقة 0-2. ثم ازدادت متاعب برشلونة ومدربه لويس إنريكي في منتصف الأسبوع عندما تلقى الفريق خسارة مذلة على يد يوفنتوس الإيطالي بثلاثية نظيفة في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، في حين قطع غريمه الملكي أكثر من نصف الطريق نحو دور الأربعة بفوزه خارج قواعده على بايرن ميونيخ الألماني 2-1 بفضل ثنائية للبرتغالي كريستيانو رونالدو. وقبل التفكير بمواجهة ال «كلاسيكو» المصيرية المقررة بين العملاقين على ملعب «سانتياجو برنابيو» الأحد المقبل، على ريال وبرشلونة التركيز أولا على مباراتيهما مع خيخون الذي يصارع من أجل تجنب الهبوط، وريال سوسييداد الطامح بالمشاركة القارية الموسم المقبل. ثم على ريال وبرشلونة المرور مجددا ببايرن ويوفنتوس عندما يستضيفانهما الثلاثاء والأربعاء المقبلين في إياب ربع نهائي دوري الأبطال، قبل أن يصبا تركيزهما على مباراة ال «كلاسيكو» التي ستكون مفصلية لاسيما لبرشلونة؛ لأنه يتخلف بفارق ثلاث نقاط عن غريمه الذي يملك مباراة مؤجلة ضد سلتا فيجو لم يتحدد موعدها حتى الآن. ومن المؤكد أن الفوز الذي حققه ريال في معقل بايرن الذي يشرف عليه مدربه السابق الإيطالي كارلو أنشيلوتي، سيعطي رجال الفرنسي زين الدين زيدان دفعا معنويا كبيرا من أجل تعويض تعثر المرحلة السابقة أمام أتلتيكو التي تحولت في نهاية المطاف من خسارة نقطتين إلى فوز بنقطة بعد سقوط برشلونة. وركز زيدان الذي تخلف فريقه الأربعاء أمام بايرن ثم استفاد من إهدار الأخير لركلة جزاء وإكماله نصف الساعة الأخير بعشرة لاعبين من أجل قلب النتيجة لمصلحته، على أن شيئا لم يحسم لكنه كان سعيدا بالأداء الذي قدمه فريقه في النصف الثاني من اللقاء. وأشاد المدرب الفرنسي برونالدو الذي رفع رصيده إلى 100 هدف في المسابقات القارية، بما فيها أهدافه في الأدوار التمهيدية، مشيرا إلى أن النجم البرتغالي «كان سعيدا بالطبع، لكن سعادته لم تكن كبيرة؛ لأنه حصل على فرص لتسجيل مزيد من الأهداف. ورفع رونالدو رصيده إلى 97 هدفا في مسابقة دوري الأبطال، في الصدارة بفارق ثلاثة أهداف عن غريمه في برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سيسعى جاهدا مع زملائه لإعادة النادي الكاتالوني إلى المسار الصحيح لكن بغياب البرازيلي نيمار الموقوف لثلاث مباريات بعد طرده أمام ملقة ثم ازدرائه من الحكم الرابع، ما يعني غيابه أيضا عن ال «كلاسيكو». ولن يكون نيمار المشكلة الوحيدة للويس إنريكي لأن الفريق يفتقد مشاركة الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو الذي تعرض أمام يوفنتوس لإصابة في ربلة الساق. وسيكون برشلونة في أمس الحاجة للفوز بمباراة اليوم إذا ما أراد الإبقاء على حظوظه في الاحتفاظ باللقب والحصول على الدفع المعنوي من أجل محاولة تكرار سيناريو الدور الثاني من مسابقة دوري الأبطال حين خسر ذهابا أمام باريس سان جرمان الفرنسي صفر-4 ثم حقق الإنجاز إيابا بين جماهيره بالفوز 6-1. لكن إنريكي الذي سيترك الفريق في نهاية الموسم، رأى بعد الخسارة أمام يوفنتوس أنه «من الصعب الإيمان بالعودة» بعد الذي شاهده في مباراة الثلاثاء، مشيرا إلى «إني كنت عاجزا عن إيصال أفكاري إلى اللاعبين؛ لأن ما حصل (في الملعب) لا يشبه أي شيء طالبت به. أشعر بتعاسة وعجز كبيرين. ما رأيناه كان خطيرا جدا». وبعيدا عن صراع العمالقة بين ريال وبرشلونة، يسعى أتلتيكو الثالث إلى التمسك بمركزه الثالث المؤهل مباشرة إلى دوري الأبطال الموسم المقبل، وذلك عندما يلعب السبت على أرضه ضد أوساسونا متذيل الترتيب. وسيكون تركيز فريق المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني منصبا أيضا على ما ينتظره في منتصف الأسبوع من اختبار صعب في إنجلترا ضد ليستر سيتي الذي عاد إلى ملعبه بأقل الأضرار الممكنة بخسارته 0-1 في ذهاب ربع النهائي المسابقة القارية العريقة. ويحتل أتلتيكو المركز الثالث بفارق نقطة فقط عن إشبيلية الرابع الذي يحل بدوره ضيفا على فالنسيا غدا الأحد.