تنظم جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في إطار برنامجها العلمي لعام 2017م بمقر الجامعة في الرياض، خلال الفترة من 14-15 رجب 1438ه، ملتقى (دور الجامعات في الوقاية من الإرهاب)، وذلك بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية. ويشارك في أعمال الملتقى مشاركون من وزارات الداخلية والتعليم العالي والجامعات والمنظمات المختصة بقضايا الأمن الفكري والجهات ذات العلاقة من الدول العربية والإسلامية. ويهدف الملتقى إلى إبراز إسهامات وجهود الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الوقاية من الإرهاب على المستوى العربي والإسلامي، وتحديد الرؤى المستقبلية لتفعيل دور الجامعات في الوقاية من الإرهاب، وعرض التجارب الوقائية لبعض الجامعات العربية والإسلامية في الوقاية من الإرهاب. وأكد رئيس الجامعة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش، في تصريح له، أن الملتقى يأتي في سياق جهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الفكري، التي تحظى بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة، إدراكاً منه لأهمية موضوع الأمن الفكري الذي يعد أحد أبرز العوامل التي تسهم في الوقاية من الجريمة ومجابهة الانحراف الفكري والظواهر الاجتماعية والمشكلات الأمنية التي تؤثر على تنمية وتقدم المجتمع. وأوضح أن الغزو الفكري والثقافي يشكل خطراً على أمن الإنسان في الدول النامية، وبخاصة الدول العربية والإسلامية، ولما لدوره من أهمية في تهيئة المناخ الاجتماعي لتعاون المواطن مع الأجهزة الأمنية وتوعيته بواجباته ومسؤولياته نحو أمنه وأمن المجتمع، وانطلاقاً من ذلك فإن برنامج عمل الجامعة يتضمن وباستمرار عديداً من مواضيع مكافحة الإرهاب والأمن الفكري، حيث أدرج ضمن المقررات العلمية. وأشار إلى أن الجامعة حثّت طلبة الماجستير والدكتوراة على دراسة ومناقشة هذه القضية من جميع أبعادها، حيث ناقشت الجامعة ما يزيد على (89) رسالة ماجستير ودكتوراة من خلال كلية العدالة الجنائية، وكلية العلوم الاجتماعية والإدارية، وكلية العلوم الاستراتيجية، إضافة إلى مناقشة الرسائل ذات الطابع التقني والمخبري المتعلقة بالإرهاب من خلال كلية علوم الأدلة الجنائية، كما قدمت الجامعة (98) محاضرة علمية في مختلف دول العالم في هذا المجال، و(26) ندوة علمية، وفي الإطار الإعلامي نشرت كل من «مجلة الأمن والحياة» الشهرية و»المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب» عدداً من الدراسات والتحقيقات واللقاءات الإقليمية والدولية. وبيَّن أن مشاركات الجامعة في المؤتمرات والندوات ذات العلاقة بالإرهاب محلياً ودولياً بلغت (105) مشاركات علمية، حيث ترتبط الجامعة من خلال مذكرات التفاهم العلمي مع أكثر من (185) مؤسسة من أبرز المؤسسات العلمية والأمنية على مستوى العالم، إلى جانب توجيه عدد من الإصدارات العلمية للجامعة لمناقشة قضايا الأمن الفكري ومواجهة الفكر الإرهابي المنحرف تحقيقاً لرسالة الجامعة في نشر الأمن بمفهومه الشامل. وقال الدكتور بن رقوش: إن الملتقى يأتي في إطار الجهود التي تبذلها المملكة لمكافحة الإرهاب، حيث تبذل المملكة جهوداً مقدرة ومتواصلة لمكافحة الإرهاب على المستوى العالمي من خلال التعاون الدولي البنّاء مع مختلف الجهات الأمنية والأكاديمية حول العالم. وأشار إلى أن هذا التقدير العالمي يؤكد نجاح سياسة المملكة الخارجية في دعم العمل الدولي ومؤسساته انطلاقاً من قيم الدين الإسلامي الحنيف الذي قامت على أسسه المملكة منذ نشأتها، وتربى عليها أبناء هذا الوطن الذين ساروا على الدرب ورسمته لهم القيادة الرشيدة منذ عهد الملك المؤسس -رحمه الله-. وأفاد بأنه على الصعيد المحلي انتهجت المملكة سياسة متوازنة تجاه الإرهاب، تركزت في شقها الأول على المواجهة الميدانية والأمنية الحازمة، في حين ركز شقها الثاني على الجانب الفكري في التعامل مع المغرر بهم من خلال المناصحة الفكرية لتصحيح مفاهيمهم وفق برنامج متكامل واستراتيجية بناءة لإنقاذهم من براثن هذا الفكر المنحرف، وقال بحمد الله وتوفيقه أثبتت هذه التجربة نجاحها وشهد بذلك كثير من أجهزة مكافحة الإرهاب العالمية. ورفع في تصريحه الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- لما يولونه من دعم ورعاية لهذا الصرح العلمي العربي حتى أضحى منارة للعلوم الأمنية عربياً ودولياً، سائلاً الله تعالى أن يخرج هذا الملتقى العلمي المهم بتوصيات تعزز الأمن بمفهومه الشامل وتحقق أهدافه وغاياته.