رحّبت دول مجلس التعاون الخليجي بالضربة الصاروخية الأمريكية فجر أمس على أهدافٍ عسكريةٍ للنظام السوري، رداً على قصف بلدة خان شيخون، الثلاثاء الماضي، بالأسلحة الكيماوية المحرّمة دولياً. وأفاد الأمين العام للمجلس، الدكتور عبداللطيف الزياني، بتطلُّع دول الخليج إلى تشكيل الضربة الأمريكية رادعاً لنظام بشار الأسد، لوقف اعتداءاته الهمجية وقتله وتهجيره للشعب السوري، فضلاً عن انتهاكاته المستمرة للقوانين الدولية، بما فيها استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين العزّل، دون وازع من ضمير أو خوف من عقاب. وأكد الأمين العام، في تصريحٍ أمس، دعم دول الخليج الرؤية الأمريكية الهادفة إلى إنهاء الفوضى والقتل والدمار في الشرق الأوسط؛ ومكافحة الإرهاب من أجل إعادة الاستقرار والأمن إلى المنطقة وإنهاء معاناة شعوبها. واعتبر الزياني أن «الحزم الذي تظهره الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب سوف يساهم في التوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة، والتخفيف من معاناة اللاجئين والمهجرين، الذين شردتهم اعتداءات النظام السوري». في السياق نفسه؛ عبّر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن تأييد المملكة الكامل للعمليات الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا. وقال، في تصريحٍ بعد الضربة الصاروخية الأمريكية فجر الجمعة، إنها جاءت رداً على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيمائية ضد المدنيين الأبرياء ما أودى بحياة العشرات منهم بينهم أطفال ونساء، في استمرارٍ للجرائم البشعة التي يرتكبها النظام منذ سنوات ضد الشعب السوري الشقيق. وحمّل المصدر نظام الأسد مسؤولية تعرض سوريا إلى هذه العمليات العسكرية. ونوّه بقرار ترامب، واصفاً إياه بالقرار الشجاع الذي يمثل رداً على جرائم النظام تجاه شعبه، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده. إلى ذلك؛ أيّدت الإمارات والبحرين والكويت وقطر العملية الأمريكية. وأشاد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، بقرار ترامب. ووصفه بالقرار الشجاع «الذي يبرز ويعزز مكانة الولاياتالمتحدة بعد تقاعس مجلس الأمن الدولي عن أداء دوره في حماية السلم والأمن الدوليين». ورأى قرقاش أن القرار يجسد تصميم ترامب على الرد الحاسم على جرائم نظام الأسد تجاه شعبه وإيقافه عند حده. واعتبرت الأردن الضربة الأمريكية رد فعلٍ ضروري ومناسب على استمرار استهداف المدنيين بأسلحة الدمار الشامل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وأيدت تركيا، كذلك، الضربة. عالمياً؛ أكدت الحكومة البريطانية دعمها كلياً تحرك الولاياتالمتحدة بشأن سوريا. ورأى الناطق باسم رئاسة الحكومة البريطانية أن الضربة الأخيرة تشكل رداً مناسباً على الهجوم الوحشي بالسلاح الكيميائي الذي ارتكبه نظام الأسد، مؤكداً تصميم بلاده على «منع أي هجوم جديد من نظام دمشق». وصف وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرو، توسيع الدور الأمريكي في سوريا بأنه تحذير لنظام مجرم. وفي بيانٍ مشترك؛ أكد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن استخدام الأسد الأسلحة الكيمائية لا يمكن أن يمر دون عقاب. وأعرب هولاند وميركل عن دعمهما الضربة الأمريكية. وحمّلا الأسد «المسؤولية الكاملة» بسبب استخدامه للأسلحة الكيميائية، وقالا «الأسد يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا التطور، ولجوؤه المتواصل إلى الأسلحة الكيميائية وجرائم الإبادة لا يمكن أن يظل دون عقاب». وكشفت الرئاسة الفرنسية أن واشنطن أبلغت باريس وبرلين قبل ساعة أو ساعتين من تنفيذ الضربة. وصدرت، في السياق نفسه، مواقف مؤيدة للضربة، من اليابان وإيطاليا وبولندا.