عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن تأييد المملكة العربية السعودية الكامل للعمليات العسكرية الأميركية على أهداف عسكرية في سورية، التي جاءت رداً على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأبرياء وأودت بحياة العشرات بينهم أطفال ونساء، والتي تأتي استمراراً للجرائم البشعة التي يرتكبها هذا النظام منذ سنوات ضد الشعب السوري. وحمّل المصدر، النظام السوري مسؤولية تعرض سورية لهذه العمليات العسكرية، منوهاً أمس (الجمعة) - بحسب وكالة الأنباء السعودية - بهذا القرار الشجاع للرئيس الأميركي دونالد ترامب، لافتاً إلى أنه «يمثل رداً على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده». كما رحبت البحرين بالعمليات العسكرية الأميركية ضد المواقع التي انطلق منها الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة خان شيخون السورية، مؤكدة أمس أن هذه الخطوة كانت ضرورية لحقن دماء الشعب السوري ومنع انتشار أو استخدام أي أسلحة محظورة ضد المدنيين الأبرياء. ونوهت وزارة الخارجية البحرينية في بيان لها أمس بمضامين كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تعكس العزم والرغبة في القضاء على الإرهاب بأشكاله كافة، مشيرة إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها أميركا في هذا المجال، مشددة على وقوفها إلى جانب أميركا في حربها ضد الإرهاب أينما وجد وبكل حزم. وأكدت أن هذا الموقف الأميركي الواضح يشكل دعماً لجهود إنهاء الأزمة السورية، وضرورة التزام جميع الأطراف بإعلاء مصلحة الشعب السوري والعمل بكل جدية وشفافية لإنهاء معاناته، وأن تتضافر الجهود كافة من أجل ضمان وقف إطلاق النار، والتهيئة لمفاوضات تفضي لحل سياسي شامل، استناداً إلى بيان مؤتمر جنيف 1 لعام 2012، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبما يحفظ لسورية سيادتها ووحدة أراضيها وسلامة شعبها. وأعربت الإمارات عن تأييدها الكامل للهجوم الصاروخي الأميركي على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام السوري، والذي جاء رداً على قصف نظام بشار الأسد بلدة خان شيخون في إدلب (شمال) بالأسلحة الكيماوية. وحمّل وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور بن محمد قرقاش نظام بشار الأسد مسؤولية ما آل إليه الوضع السوري، واصفاً القرار بأنه قرار شجاع وحكيم. وأشار قرقاش أمس إلى أن «القرار يؤكد حكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويبرز ويعزز مكانة أميركا بعد تقاعس مجلس الأمن الدولي عن أداء دوره في حماية السلم والأمن الدوليين، كما يجسد تصميم الرئيس الأميركي على الرد الحاسم على جرائم هذا النظام تجاه شعبه وإيقافه عند حده». ولفت إلى أن الضربة الأميركية جاءت رداً على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين الأبرياء والتي أودت بحياة العشرات منهم، بينهم أطفال ونساء، في استمرار للجرائم البشعة التي يرتكبها نظام بشار، في انتهاك فاضح للمواثيق الدولية والإنسانية. وطالب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بمحاسبة مرتكبي المجزرة البشعة التي وقعت في بلدة «خان شيخون» السورية، داعياً إلى تفعيل الآلية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لمحاسبة مرتكبي مثل هذه المجازر. وأكد - بحسب وكالة الأنباء القطرية - «ضرورة تفعيل هذه الآلية في أسرع وقت ممكن حتى لا يفلت مرتكبو المجازر من العقاب»، مشيراً إلى أنه «اقترح تطبيق هذه الآلية خلال المؤتمر الدولي حول دعم مستقبل سورية والمنطقة في بروكسيل». وندد وزير الخارجية القطري بتلك المجزرة، واعتبرها رسالة بشعة من النظام السوري، معبراً عن أسفه لعدم نجاح اتفاق «الفوعة»، الذي اعتبره اتفاقاً إنسانياً صرفاً، لا علاقة له بالمفاوضات ولا بالمسار السياسي في جنيف أو أستانا. ووصف الوضع في بلدات كفريا والفوعة ومضايا والزبداني بالمأسوي، محملاً النظام السوري المسؤولية، لاتباعه سياسات التجويع والحصار. وأعربت الكويت عن تأييدها لاستهداف الضربات الأميركية للقواعد التي انطلق منها الهجوم بأسلحة كيماوية ضد الأبرياء في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب، وراح ضحيته مئات الضحايا والمصابين وبخاصة النساء والأطفال. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية أمس: «إن الكويت تؤكد رفضها القاطع واستنكارها الشديد لاستخدام أسلحة الدمار الشامل كافة، بما فيها الأسلحة الكيماوية، لما تمثله من انتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية». وأوضح المصدر، أن هذه الخطوة تأتي نتيجة عجز المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن عن وضع حد لمأساة الشعب السوري. واختتم المصدر تصريحه بالتأكيد على ضرورة إلزام الأطراف كافة، وحملهم على التجاوب مع المساعي الدولية للوصول إلى الحل السياسي المنشود الذي يعيد لسورية أمنها واستقرارها ويحقن دماء شعبها. وكان المتحدث باسم «البنتاغون» الكابتن جيف ديفيس قال في تصريح للصحافيين إن «الهدف من الضربة العسكرية هو ردع النظام السوري عن القيام بذلك مجدداً، ونأمل بأن ينجح في ذلك». وأضاف أمس «سيعود للنظام السوري أن يقرر ما إذا كانت هناك ضربات أخرى، لأن ذلك سيتقرر بناءً على تصرفاته».