هذا آخر ما ينقصنا، إثارة البلبلة ومن أوسع الأبواب «باب الإعلام» المحسوب علينا مع الأسف، ولو «شغلنا» ما في رؤوسنا لوجدنا أن الأمر أعظم مما نتصوره لذلك فلنتجاهل هذه المهازل، فحملة «كوني حرة» ليست الحملة الأولى على «المجتمع السعودي» ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، فمنذ عقود حاولت جهات عديدة إثارة قضايا المرأة السعودية مثل قيادة المرأة للسيارة، وحجابها، وتوظيفها، وسفرها دون محرم، لكن المجتمع السعودي وقف لهذه الحملات بالمرصاد، لأن هذا المجتمع وببساطة ليس مجتمعاً جاهلاً ولا ساذجاً، ويستطيع أن يحل قضاياه مهما شابها من حساسية بلا إثارة ولا توجيه من أحد، وقد يقول قائل إن كل هذه «الجلبة» من تيارات تتصارع فيما بينها، قد أتفق مع هذا القول لأنه لا يوجد شعب من شعوب العالم لا توجد فيه تيارات فكرية تختلف فيما بينها، ومجتمعنا السعودي ليس بمعزل عن هذه المجتمعات بأي حال من الأحوال، ولكي أكون أكثر وضوحاً ثمة تيار محافظ وآخر ليبرالي، لكن لم أر يوماً صداماً بهذا الشكل المثير وفي هذه الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها دولتنا أعزها الله، فتوقيت الحملة يدعو للريبة والشك «مهما كانت النية حسنة»، وتبنيها من قِبل جهة إعلامية لها وزنها في الإعلام السعودي خطأ فادح! آخر الكلام مهمة القنوات الإعلامية أن تنقل الأحداث كما هي بلا تدخل ولا تحريف، وأن تنقل وجهات النظر لكل أطراف القضية، لا تتبنى رأياً ولا تفرضه، فهدف الإعلام بناء مجتمع صالح، وليس مجتمعاً يسوده الارتباك! من ذلك كله أقول؛ على وزارة الإعلام أن تكون أكثر صرامة في حال انحرف إعلامنا عن مساره الصحيح، وأن لا تُمرر علينا مثل هذه الدعوات المُحرضة من أي جهة إعلامية مهما كانت أهميتها، فمصلحة البلد أهم!