ليس ثمة ما هو أسخف وأغبى من المفاضلة بين (شريرين) طاغيين من العتاة تباريا في استخدام أبشع وأعتى أساليب الإجرام والتنكيل وارتهنا بقاءهما بإحراق الأخضر واليابس، ويبدو أن الأسد بلغ من الإفلاس والبهيمية ما بلغ بكل المقاييس والمعايير الكونية إذ لم يتبق له إلا أن يراهن بوجوده للقضاء على (داعش) بوصفها بؤرة الإرهاب، وكأنه أراد بهذا التهويم الساذج أن يبرئ ساحته من جرائم وفظاعات لم يعهدها التاريخ من حاكم سفك وحرق شعبه بلا هوادة طيلة ست سنوات ولا يزال يقتل ويعربد، فهو لم يدخر وسيلة قتل وتعذيب إلا واستخدمها، فلم يسلم من براثن جرائمه أحد ما بين شهيد وجريح ومهجر.. أي مفارقة هذه التي تتوسلها في ترجيحك ومفاضلتك لجهة رديفك وعضدك، فأنت كمن يتساءل ببلاهة سافرة، أيهما أشد جرما وأكبر مغبة المجرم أم القاتل! المفارقة المضحكة أن الأسد ينصب نفسه باستغفال فاضح بأنه الطرف الأقوى والوحيد القادر على إبادة الإرهاب المتجسد في داعش، بينما هو أحد أزلامها ومناصريها أو هم أزلامه لا فرق، فداعش والأسد وجهان لعملة واحدة وإن شئت فهما رأسان في جسد، فالطبيعي والمحتم قطع الرأسين كي يموت الجسد ويفنى، وأزعم يا أسد أن من (تترذل) إليهم بالإبقاء عليك يدركون ذلك جيدا كإدراكهم ويقينهم بتورطك واحتراقك سياسيا وعسكريا لا بل وإنسانياً وإن كنت أرجح تفوقك على داعش ومن لف لفها ليس في الإجرام فقط بل ولجهة الخسة والحقارة والنذالة، لأنك لم تكتف بجرائمك ضد شعبك بل استبحت وطنهم واسترخصت كرامتهم.. بقي أن نستدعي مقولة شهيرة لهتلر حينما سألوه عن أحقر الناس في حياته؟ فأجاب: (لم أر في حياتي أحقر ممن ساعدني على احتلال بلاده) وهي المقولة التي تؤكد أن (الأسد) المجرم الأعتى والأرذل بلا منازع وعلى مر التاريخ.