مؤسف ومثير للاشمئزاز والتقزز أن نطالع (فيديوهات) التحرش عن آخرها! ونعتصر ألماً وشفقة على ضحايا ليس لهم من جريرة سوى قدرهم العاثرالذي أوقعهم في شرنقة ذئاب تنهش البراءة بلا هوادة لإشباع شهوات بهيمية.. أشك أن من يتحرش (تحديداً) بقاصرة أو قاصر لديه أنملة من الآدمية وإلا لكان جمح غريزته الحيوانية وأعتق هذه الطفلة أو الطفل من دناسة تقض مضجعهم مدى الحياة، كل ما نطلقه على المتحرش من نعوت الشيطنة لا تفي بخساسته وحقارته ولا تشفي ما بداخلنا من أسى وحزن، فما بال الأمر بذويهم وهم يشاهدون أبناءهم ضحايا وحوش مسعورة.. السؤال الأبرز من برأيكم المجرم الأنكى والأحقر؟ بالطبع ودون تردد ذاك الذي لم يرف له جفن أو تقشعر فرائصه وهو يصور المقطع بتفاصيله.. أي ضمير وأي إحساس وهو يرى براءة تنتهك ورهافة ترتعد وتستغيث وعفة تستباح، كل ذلك هان عليه لأجل «إخراج» ونشر فيديو وضيع، فهل هناك سفالة وإجرام أكثر من ذلك؟ كان الأجدى بذاك المنحط (عذرا للقارئ) أن يجهض هذه الجريمة البشعة ويقطع دابرها بدلا من مشاركته اقترافها، فلا أقل من الإبلاغ عنه فذلك يشفع له حتى لو كان جباناً، فالجبن هاهنا يعد شرفا ونبلا قياسا على تلك الفعلة، فأقله سوف يجد من يهب للنجدة وينقذهم من براثن المجرم ويأخذ العقاب المستحق.. فالمجرم الأكبر من يستبيح هذه الجرائم بعيون باردة تنضح رذالة بمقتضاه، لا بد من سن عقوبة رادعة تجرم كل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الجرائم ويستوحب أن تكون العقوبة مضاعفة مرة، لأنه استباح لنفسه تسويق جريمة فضائحية خادشة، ومرة لأنه سوغ للمجرم التمادي في جريمته، لا بل والإفلات من العقاب.