(«وئام» مبادرة تهدف لتجسيد الولاء والانتماء بين المتقاعدين وأبناء الوزارة من خلال تخصيص فريق من – التواصل الداخلي – مهمته الأساسية التواصل مع المتقاعدين والتفاعل مع كافة ظروف حياتهم، ودعوتهم للمشاركة في المناسبات والفعاليات الوطنية التي تقيمها الوزارة وتلك الأخرى التي تقيمها الدولة، كما تهدف للاستفادة من خبراتهم الثرية متى ما دعت الضرورة لذلك). التعريف أعلاه هو لمبادرة أطلقتها وزارة الإعلام مشكورةً يوم الخميس الماضي، وتَلقّي خبر مثل هذا النوع من المبادرات صحيح أنه مفرح ويبشر بالخير مع العلم أنه يخص موظفي الوزارة بشكل خاص، ولكنه في نفس الوقت يعيد للواجهة حقيقة تغييب الإعلام في المجالات المتقاطعة مع الإِعلام والثقافة كل واحد في مجاله بعد انحسار الأضواء عنهم، إما لدواع عمرية أو مرضية أو لعدم قدرتهم على تكوين قاعدة تسويق ذاتي يمكنها المنافسة طويلاً لتتناسب مع ما ينتجون أو جودة ما يقدمون. ونحن كثيراً نعتب على حقيقة غياب الاهتمام بالرموز وتأجيل التكريم حتى يصبح الفرد منهم من الراحلين ومن ثَمّ نستميت في إظهار حسناتهم بعد رحيلهم مع العلم أن تلك الحسنات كانت جزءا من صاحبها حتى قبل رحيله، السؤال الذي لا أجد له إجابة، هل من معيار يمكن القياس عليه لتكريم المتميزين قبل رحيلهم؟ جمان: فلسفة التكريم لدينا حُصِرَت في ثلاثة عوامل: وهي المنصب ونيل الجوائز والحضور الإعلامي مع العلم أن كل هذه العوامل هي ظرفية صرفة لا يمكن أن نعتمدها كمعيار، وهذا ما يعيدنا إلى نقطة الصفر في البحث عن معيار يمكن اعتماده كمقياس يحفظ للمجتهدين والمبدعين في مجالاتهم حق كينونة الرمز الذي يمثلونه والأثر الحقيقي لهم كونهم مراجع بحصيلتهم المعرفية والعلمية والعملية، يستطيع اللاحقون أن يستفيدوا منها كممر عبور وسلم ارتقاء في ذات المجال.