في يومي ويوم أطباء العالم جميعا، سأرفع شعار التسامح والعفو وبقلب أبيض نقي، سأفتح صدري قبل ذراعي وسأنادي بفتح صفحة جديدة مع الجميع، سأنثر الورد الطائفي والفل الجيزاني والياسمين الدمشقي على الجميع وسأجعل من كلماتي عطرا يفوح بحبكم، سأسامح ذلك الشاب الذي أحضر والده إلى الطوارئ ذات مساء وهمس في أذني «تكفى يا دكتور توصى بالوالد أنا عندي مهمة عمل بالخارج وسأعود خلال أيام، ليغيب قرابة الشهر كنت أحاول أن أعوض والده مرارة الألم الممزوجة بالجحود والنكران التي لازمته إلى أن فارق الحياة كمداً، ليدخل الابن لعيادتي بعد سماع الخبر قائلاً: حسبي الله عليك ونعم الوكيل متبعها بسيل من الشتائم»، سأسامح من عطل معاملة ابتعاثي بدعوى النظام وآخرها لسنة، ومن تسبب في نحول جسمي جراء الهجولة بين الإدارات بعد العودة من البعثة بحثا عن بعض حقوقي، سأسامح المسؤول الذي لم يساوني بالأجنبي بل بنصف راتبه مردداً أنت ابن البلد!!!، سأسامح مديري الحبيب الذي لامني على التأخر بضع دقائق ولم أسلم من لسانه عندما غادرت المستشفى متأخرا بساعات بعد عملية صعبة لمريض عندما قال: من طلب منك؟ سأسامح كل صحفي كتب دون تيقن أو مصدر، كل شخص تحدث عن الأطباء في مجلس مبتدأً حدثني من أثق به أو من مصدر موثوق وأتبعها بأعاصير من الغيبة والنميمة، سأسامح من طلبني في خدمة وحاولت أن أساعده ولم أستطع فردد لدى بعض في غيابي «والله ما رأينا منه خيرا قط»، سأسامح من احتفلوا بالإيدز والسرطان والسكر ونسوا الطبيب في يومه (30 مارس)، وسأطلب من أهلي وأحبتي والمرضى جميعاً أن يسامحوا الفريق الصحي وأنا أحدهم في تقصيرنا، ونعدهم ببذل الغالي والنفيس من أجل صحتهم… أخوكم طبيب مسامح كريم.