قصفت مقاتلات أمس مناطق تحت سيطرة المعارضة المقاتِلة شمالي مدينة حماة (وسط سوريا)، بحسب ما أورده مصدرٌ معارِض وجماعة مراقبة. ويأتي تصعيد الضربات الجوية في ظل سعي قوات بشار الأسد إلى إحباط أكبر هجومٍ للمعارضة منذ أشهر. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وطبيبٌ، بتسبُّب الضربات الجوية قرب بلدة اللطامنة شمال غربي حماة في اختناق بضعة أشخاص، وهو ما اعتبره المصدران مؤشراً على هجوم بالغاز. ونقلت «رويترز» عن مصدر عسكري في النظام نفياً لذلك. وشنت فصائل من الجيش الحر، ومجموعات أخرى، هجوماً منتصف الأسبوع الماضي على مناطق سيطرة النظام قرب مدينة حماة. وهذه المنطقة مهمة جداً للأسد المدعوم من روسيا وإيران التي تدير ميليشيات طائفية. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إلى قصف الطائرات أمس عدة بلدات تحت سيطرة المعارضة في محافظة حماة، بينها صوران وخطاب، اللتان سيطرت عليهما في بداية الهجوم الأخير. ونقلت «رويترز» عن المصدر العسكري التابع للنظام، أن الجيش ينفذ عمليات هجومية في هذه المنطقة. وأفاد مدير إدارة الرعاية الصحية في منطقة سيطرة المعارضة في حماة، عبدالله درويش، بإصابة أشخاصٍ كثيرين في الضربات الجوية التي استهدفت مناطق جنوبي اللطامنة صباح الخميس. وذكر درويش، نقلاً عن أطباء على الأرض، أن القصف تضمَّن مادة تسببت في إصابة تلاميذ بتهيج شديد وإفراز رغاوٍ كثيفة من الفم وتقلصات. ووفقاً لدرويش الذي تحدث من تركيا؛ فقد استهدف هجوم كيماوي المنطقة نفسها السبت الماضي، وأسفر عن مقتل طبيب عظام. وكان تحقيق مشترك، أجرته الأممالمتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، اتهم قوات الأسد بشن هجماتٍ بغاز سام. ولاحظ المتحدث باسم جماعة «جيش النصر» المعارضة التي تقاتل في حماة، محمد رشيد، أن الضربات الجوية التي يشنها النظام وروسيا جرى تكثيفها بشدة. وأفاد رشيد، الذي ينضوي فصيله تحت لواء الجيش الحر، أن الطائرات الروسية لم تتوقف منذ ليل الأربعاء. وعلى الرغم من تراجع المعارضة المقاتلة في الأشهر القليلة الماضية إلا أن هجومها الأخير عكس صعوبات يواجهها جيش الأسد والميليشيات الإيرانية المتحالفة معه في القتال على عدة جبهات في وقت واحد. واشتبكت قوات المعارضة مع قوات النظام في بضع جبهات بريف حماة الخميس.