أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إحراز فصائل معارِضة تقدّماً ضد قوات بشار الأسد شمالي حماة أمس، فيما بدأت الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف بين النظام ومعارضيه، باجتماعات تمهيدية منفصلة. وأفاد المرصد، في بيانٍ له، بسيطرة مقاتلين معارضين على نحو 40 موقعاً من جيش النظام، بينها ما لا يقل عن 11 قرية وبلدة، منذ بدء هجومٍ مساء الثلاثاء هو الأكبر للمعارضة المقاتلة منذ أشهر. واعترف مصدر عسكري في قوات الأسد بشن المعارضة هجوماً واسع النطاق في المناطق الريفية من محافظة حماة (وسط)، لكنه قال إن النظام احتوى الهجوم. ووفقاً للمرصد؛ يتزامن «هجوم حماة» مع اشتباكات في العاصمة دمشق، إذ خاض الطرفان قتالاً على أطراف وسط المدينة في حي جوبر لليوم الخامس وسط قصف مكثف. وأظهرت التطورات الميدانية الأخيرة صعوبةً يواجهها النظام في القتال على عدة جبهات في آنٍ واحد، بعد أشهر من استعادته مناطق المناهضين له في شرق مدينة حلب (شمال). وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا في نهاية ديسمبر الماضي؛ يثير تصاعد القتال في الأسابيع القليلة الماضية مزيداً من الشكوك حول جهود السلام في جنيف. وتستأنف المحادثات السورية هناك بعد 4 جولات سابقة لم تحقق تقدماً يُذكَر. وفي تصريحٍ من المدينة السويسرية؛ قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات (الممثلة للمعارضة الرئيسة)، سالم المسلط: «نأمل في رؤية شريك جاد على الطرف الآخر من الطاولة». وسيشارك ممثلون عن حكومة الأسد، المدعومة من موسكو وطهران التي تدير ميليشيات طائفية عدّة، في الجولة الخامسة. وذكر مرصد حقوق الإنسان أن المقاتلين المعارضين، ومنهم جماعات تقاتل تحت راية الجيش الحر، حققوا تقدماً في معركة حماة ليل الأربعاء- الخميس؛ وأن القتال استمر الخميس. وجاء في إفادةٍ للمرصد: «بحلول ظهر الخميس؛ كانوا قد هزموا القوات الحكومية في نحو 40 بلدة وقرية ونقطة تفتيش شمالي حماة، وتقدموا حتى صاروا على مسافة بضعة كيلومترات من المدينة (مركز المحافظة) وقاعدتها الجوية العسكرية»، كما «سيطرت المعارضة في إحدى المناطق على قرية شيزر واقتربت من تطويق بلدة محردة التي يسيطر عليها الجيش».