الأم واحة الطمأنينة ونبع الحنان الصافي، عطاء لا حدود له وحب لا ينتهي، إن مرضت مرضت وإن ألمت ألمت، وإن سعدت سعدت ولو كان على حساب ألمها. الأم كتاب يتجدد لايبلى وعاطفة تتوقد لاتخفت، دونها تقصر الكلمات ولو جمعت شتى اللغات، وعنها تصدر بيض المعاني مهما كانت تشكو أو تعاني. الأم جنة في حقيقتها، في طبيعتها، في عطائها، وفي تشريعنا الرباني تحت أقدامها؛ فطوبى لمن برها وسرها وأكرمها ونعمها وأوفاها فأعطاها وما بلغ لها عطاء! طوبى لمن أطاعها وما عصاها وقضى عمره في رضاها، وكل ما سبق يقتضي الموالاة وعدم المجافاة، والتذكر بلا نسيان والصلة دونما هجران؛ ليتجدد البر يوما بعد يوم دونما انقطاع أو امتناع. أسوق هذا متعجبا مما ابتدعوه تحت مسمى يوم الأم أو عيدها وماهو بيومها ولا بعيدها؛ فالعيد يوم عابر لا يعود إلا بعد سنة وهذا يجافي حقيقة البر ومعناه، ويمزق وشائج العطاء فتشل يمناه. عيد الأم الحقيقي أن تشعر بالحب كل حين وأن تنعم بالهدايا بين فينة وأخرى دون انتظار هدية عابرة في يوم عابر من السنة. عيد الأم الحقيقي في برها وصلتها وصلة كل ما له صلة بها من أبناء وبنات وقريبات وجارات أو صديقات. نبضة بر: إن أردنا تكريما حقيقيا للأم فلنستبدل يوم الأم بعام الأم، ومن بر في عام فسيجد من السعادة ما يجعله يبرها كل الأعوام!!