شنَّت فصائل المعارضة مساء الثلاثاء، هجوماً كبيراً واسعاً ضد قوات الأسد وميليشيات إيران في الريف الشمالي لمحافظة حماة، وأحرزت تقدماً كبيراً موسعة رقعة المناطق المحررة في المحافظة، بوصولها على بعد 6 كم عن مركز المحافظة، في الوقت الذي تتواصل فيه الاستعدادات لعقد جولة جديدة من المفاوضات بين المعارضة ونظام الأسد برعاية أممية في جنيف. وبحسب شبكة شام الإخبارية فإن رقعة المناطق المحررة في ريف حماة الشمالي توسعت من جديد، بعد بدء معركة الثلاثاء، التي تشارك فيها عديد من فصائل الثوار، تحت مسمى "وقل اعملوا". وقالت الشبكة إن الثوار واصلوا تقدمهم أمس على محور بلدة "خطاب"، حيث تمكنوا خلال ساعات الليل من تطويق المنطقة والدخول إلى رحبة خطاب وبلدة خطاب وتحريرها بشكل كامل، ثم واصل الثوار توسعهم، حيث سيطروا على حاجز "السفوح" وقرى "الشير" و"سوبين" جنوب غرب خطاب، كما سيطروا على مدجنتي "القشاش" و"السباهي" وعلى حاجز المداجن جانب جسر مدينة "محردة" وعلى "النقطة 50" من جهة قرية "قمحانة"، ومن ثم سيطروا على الحاجز الأزرق الاستراتيجي شمال مدينة صوران، ومن ثم واصلوا تقدمهم ليسيطروا على قرى كفرعميم ومعرزاف وكفرالطون والمجدل وخربة الحجامة وبلحسين وجريجس وأرزة تلة "الشيحة" ومنطقة "ضهرة بيجو" ومدرسة "الحكمة "الكلية "البيطرية"، واستهدفوا مطار حماة العسكري بصواريخ الغراد محققين إصابات مباشرة، وتمكنوا خلال المعارك من تدمير 4 دبابات في عدة نقاط واغتنام 3 دبابات وأسلحة وذخائر، وقتلوا وجرحوا وأسروا العشرات من عناصر الأسد. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مسؤول في فصيل "جيش النصر" ، فضل عدم كشف اسمه، القول "أطلقنا هذه الجبهة لتخفيف العبء عن المعارضة في دمشق". وأشارت الوكالة إلى مقتل عدد كبير من قوات الأسد والمنظمات الأجنبية الإرهابية الداعمة لها. وقالت الوكالة إن قوات المعارضة اقتربت من مركز حماة وباتت على بعد 6 كم عنه، و7 كم عن مطار حماة العسكري. وأوضحت أن المعارضة دمرت طائرتين إثر استهداف مطار حماة العسكري بصواريخ الغراد، الذي يضم مستودعات أسلحة وذخائر إيرانية وروسية. وفي دمشق حيث تتواصل المعارك على جانبها الشرقي تمكنت فصائل المعارضة من تدمير دبابة من نوع "تي 72" وعطب أخرى نوع "تي 55" على أوتوستراد العدوي في قلب العاصمة السورية، في الوقت الذي لم تتمكن فيه قوات الأسد والميليشيات المساندة من تحقيق أي تقدم على المناطق التي حررها الثوار بعد محاولتها التقدم للسيطرة على معمل النسيج وكراجات العباسيين. سياسياً، من المقرر أن تنطلق اليوم الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف الهادفة لبحث أربع "سلات"، كما أسماها المبعوث الأممي إلى سوريا استيفان دي مستورا، وتتضمن هذه السلال "الانتقال السياسي والدستور والانتخابات" إضافة إلى بند "الإرهاب" الذي تم إضافته بناء على إصرار نظام الأسد. وفشلت الجولة السابقة (جنيف 4) في تحقيق أي شيء إيجابي، إذ استمرت المناقشات والمداولات قرابة 10 أيام لتخرج بجدول أعمال، فيما تم ترحيل الملفات الآنية التي تعتبر ذات أهمية كبيرة لعملية التفاوض، المتمثلة في وقف إطلاق النار وفك الحصار وإدخال المساعدات إلى العاصمة الكازاخية "الأستانة"، التي شهدت ثالث جولات البحث دون أن تصل إلى نتيجة، بسبب غياب وفد القوى العسكرية الممثل للثورة.