انطلقت جولة ثالثة من المحادثات حول النزاع السوري في العاصمة الكازاخية أستانا أمس، فيما رفضت فصائل المعارضة الحضور احتجاجا على الدور الروسي في المفاوضات والميدان. وأعلن رئيس وفد الفصائل الثورية إلى الأستانا محمد علوش، عن عدم حضور اجتماع «أستانا 3» لعدة أسباب أبرزها عدم جدية الروس ونظام الأسد في التوصل لحل سياسي حقيقي، مؤكداً أنهم يسعون للحل السياسي بشكل إعلامي فقط. وأشار علوش إلى أن تهجير أهالي وثوار حي الوعر الحمصي المحاصر بإشراف روسي واستمرار نهج الهدن والمصالحات واستمرار القصف والهجوم على الغوطة الشرقية وأحياء برزة والقابون؛ كلها أسباب دفعت للإعلان عن عدم حضور الاجتماع والمشاركة فيه. وقال علوش إن عملية تهجير أهالي وقرى وادي بردى وعدم الإفراج عن المعتقلات والمعتقلين من سجون الأسد كافٍ لعدم الذهاب إلى الاجتماع، بالإضافة لعدم وفاء الروس ونظام الأسد بالالتزامات والوعود، وأهمها استمرار القصف والمجازر التي بلغ عددها في شهر فبراير 28 مجزرة. وشدد علوش على أن القصف من الطيران الروسي لايزال مستمراً رغم التعهد مرات عدة بإيقافه وبكافة أشكاله وعلى جميع المناطق. وأشار علوش إلى أن سياسة الروس مزدوجة في التعامل؛ وذلك عبر تقديم الوعود الكبيرة على طاولة المفاوضات، وفي المقابل على الأرض يرسلون ضباطهم يهددون الأهالي بإطلاق يد النظام بالقتل. وطالب علوش الروس بأن يغيروا سياستهم إن كانوا يبحثون عن الحل الحقيقي. من جهته أعلن رئيس الوفد الروسي إلى مفاوضات أستانا، ألكسندر لافرينتيف، أن الجانب الروسي سيسلم اقتراحاته الخاصة بوضع دستور سوري على هامش الجولة الحالية من المفاوضات السورية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن لافرينتيف، القول: «سنسلم اقتراحاتنا. إنها تتعلق، بما في ذلك، بإنشاء لجنة دستورية». وكانت جولات سابقة من المحادثات في أستانا ركزت على تثبيت وقف لإطلاق النار رعته موسكو وأنقرة في ديسمبر لم ينجح في وقف القتال في أنحاء سوريا. وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا أعلن أن جولة خامسة من مفاوضات السلام ستنطلق في 23 من الشهر الحالي، وتركز على آلية الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، وربما إعادة بناء البلد الذي دمرت الحرب أجزاء واسعة منه.