دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إلى توحيد القوات العراقية تحت مظلة قوات وطنية تتولى حماية البلاد في الشمال والجنوب والغرب، مؤكداً ضرورة أن يتولى أهالي المناطق المتنازع عليها إدارة تلك المناطق بعيداً عن السلطات المركزية، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الأناضول. وقال العبادي، على هامش مشاركته في ملتقى عُقد في مدينة السليمانية: «أدعو إلى توحيد القوات العراقية تحت مظلة قوة وطنية. يجب ألا تكون هناك قوات تابعة للأحزاب، أو جهات سياسية، وإنما قوات عراقية لكل العراقيين، يجب أن يرى الكردي هذه القوات تمثله، وربما قريباً نستطع تحقيق هذا الشيء عن طريق التوحد». وأوضح العبادي: «لأول مرة تقاتل القوات العراقية مع قوات البيشمركة ضد داعش. سابقاً كان هناك قتال بين القوات العراقية والكردية، اليوم تغير الوضع». وأضاف العبادي: «نحاول أن نحوِّل المناطق المتنازع عليها إلى مناطق متفق عليها لإعمارها وحكمها من قِبل الناس». لافتاً إلى أن «أهل الموصل هم مَنْ يحكمون الموصل، وأهل السليمانية يحكمون السليمانية، وأهل البصرة يحكمون البصرة، ويجب ألا تتحكم السلطات الاتحادية بالمحافظات». وبشأن المعارك التي تخوضها قوات بلاده في الموصل، قال العبادي، إن «الموصل سيتم تحريرها قريباً بتضحيات جميع العراقيين. هناك تسابق من قِبل جميع القوات الأمنية على القتال، وهذا ما لم نشاهده في باقي المعارك». وتعهد رئيس الوزراء العراقي بضرب مواقع وأهداف داعش خارج حدود البلاد «لأنها تهدد الأمن الداخلي العراقي»، مؤكداً «لن أتردد في ضرب مواقع داعش في باقي الدول، مع احترامنا لسيادة الدول، كما حصل في ضرب أهداف داعش في منطقة البو كمال بالأراضي السورية بعد حصولنا على موافقة الجانب السوري». وحذر من استمرار المعارك في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وأكد أن «استمرار المعارك في هذه الدول ستنتج إرهاباً». وأشار العبادي إلى أن «كلفة خسائر البنى التحتية بسبب داعش بلغت 35 مليار دولار». داعياً إلى «ضرورة وجود تسابق من قِبل الجميع لإعادة الإعمار والاستقرار في المناطق المحررة بعيداً عن المصالح الشخصية». من جهة أخرى، قامت القوات العراقية أمس الأربعاء بتطهير المناطق التي استعادت السيطرة عليها وسط الموصل، حيث بدأت عمليات تفتيش عن الجهاديين، ونشرت حواجز ومصدات تمهيداً لعمليات التقدم المقبلة. وباشرت القوات العراقية في 19 فبراير هجوماً لاستعادة الجانب الغربي من المدينة، لكن العمليات تباطأت لعدة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية الذي يحد من الدعم الجوي، قبل أن تستأنف الأحد. ومنذ ذلك الحين استعادت القوات العراقية عدداً من الأحياء إضافة المجمع الحكومي الذي يضم المحافظة، ومجلس المحافظة، وقيادة الشرطة، والمتحف الأثري القديم الذي صور فيه عناصر «داعش» أنفسهم وهم يدمرون آثاراً لا تقدر بثمن بعد استيلائهم على المدينة. وقال المقدم عبدالأمير المحمداوي، المتحدث باسم قوات الرد السريع: «التركيز اليوم على تطهير المناطق التي تم تحريرها أمس، ورفع العبوات، وتفكيك البيوت المفخخة بالقرب من مبنى المحافظة ومجمع الحكومة ومجمع المحاكم والمتحف». وأضاف أن «تحرير مركز المدينة خطوة أولى ومهمة جداً لبداية تحرير المدينة القديمة». وتتمير هذه المنطقة بأبنية تراثية على الطراز القديم، حيث تكثر الأزقة الضيقة التي يصعب على العجلات العسكرية التحرك فيها. وقال المحمداوي إن «المدينة القديمة منطقة صعبة جداً، مكتظة بالبيوت ولا توجد ممرات واسعة، وشوارعها بعرض متر ونصف المتر».