سيطرت القوات العراقية على الجسر الثاني من جسور الموصل الخمسة أمس، ما أعطها دفعة قوية لهجومها على ما بقي من معاقل «داعش» في الجزء الغربي من المدينة. ودُمرت الجسور الخمسة عبر دجلة، لكن السيطرة عليها وإصلاحها سيسهل تحرك القوات المتقدمة على طول النهر الذي يقسم الموصل إلى قسمين. وستحمي السيطرة عليه القوات المتقدمة صوب مجمع قريب من المباني الحكومية من الخلف (رويترز). وقال مسؤول إعلامي كبير في وحدة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية وتقود التوغل في الأحياء على طول نهر دجلة: «سيطرنا على جسر الحرية من الطرف الأيمن». ومن شأن استعادة الموقع مساعدة القوات في هجومها على الإرهابيين في المدينة القديمة. كما تمثل خطوة رمزية لاستعادة سلطة الدولة على الموصل، على رغم تدمير المباني. وتسارعت وتيرة النزوح في الأيام القليلة الماضية مع اشتداد القتال وسط المناطق السكنية، حيث يعاني السكان منذ شهور نقصاً في الطعام والمياه والكهرباء والدواء. وانتزعت القوات السيطرة على الجانب الشرقي للموصل في كانون الثاني (يناير) الماضي، بعد قتال دام مئة يوم وبدأت هجومها على غرب المدينة في 19 شباط (فبراير). وستسحق هزيمة «داعش» في الموصل الجناح العراقي من «دولة الخلافة» التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في 2014 على أجزاء من سورية والعراق. وقال العميد في الشرطة الاتحادية شعلان علي صالح: «في الساعات المقبلة، سترفع قواتنا العلم فوق مبنى المحافظة». وقال المسؤول الإعلامي في قوات الرد السريع المقدم عبد الأمير المحمداوي أن «قواتنا تتقدم في منطقة الدواسة والدندان من أجل تحرير المباني الحكومية وتأمين طريق لخروج الأهالي». وأضاف: «نحن قريبون من المباني الحكومية، المحكمة ومديرية الشرطة والمحافظة، وكلها قريبة من جسر الحرية». إلى ذلك، أعلن الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية في بيان مقتضب أن قواته «استأنفت هجومها على معاقل داعش في النبي شيت وتدفع بفرقة النخبة إلى حي العكيدا، بإسناد طيران الجيش والمدفعية»، مشيراً إلى «التقدم باتجاه المجمع الحكومي من محاور عدة». من جهة أخرى، اعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان أن جهاز مكافحة الإرهاب استعاد السيطرة في شكل كامل على حي الصمود الواقع جنوب غربي المدينة. كما أعلن بيان منفصل تقدم هذه القوات في حي المنصور. ويعتقد الجيش العراقي أن آلاف الإرهابيين، ومنهم كثيرون جاؤوا من دول غربية يختبئون وسط المدنيين الذين قدرت منظمات إغاثة عددهم بحوالى 750 ألفاً في غرب الموصل. ويستخدم الإرهابيون انتحاريين وسيارات مفخخة وقناصة وشراكاً خداعية في مواجهة الهجوم الذي يشارك فيه مئة ألف من القوات العراقية و «البيشمركة» وفصائل شيعية دربتها إيران. وأفادت تقارير بأنهم أطلقوا صواريخ وقذائف فيها مواد سامة من الجانب الغربي للمدينة باتجاه الشرق الخاضع لسيطرة الحكومة. وأعلنت الأممالمتحدة أن أكثر من 40 ألف شخص فروا من منازلهم خلال الأسبوع الماضي ليرتفع عدد النازحين من المنطقة منذ بدء الهجوم إلى حوالى 210 آلاف.