هذا العالم مملوء بكثير من المواقف الحياتية والاجتماعية، وحياة واحدة قد لا تكفي كي تتعلم كل شيء، فعمرك ليس بمثل عمر كل البشر، ولا ظروفك تشبه ظروف الآخرين، ولا البيئة التي تعيشها تشبه حياتهم، فلا بد من مساند لك، قد يكونون أشخاصاً وقد لا يكون حولك أحد، لكن بكل تأكيد أن حولك كثيراً من الكتب. سؤال يتكرر علي دائماً في مواقع التواصل الاجتماعي وهو: كيف أبدأ القراءة؟ هناك فئة لم تقرأ من قبل قط، لكنها تود الانضمام إلى هذا العالم الكبير. لا تبدأ القراءة بكتاب «يجب» أن تقرأه، أو كتاب قد قيل عنه إنه جيد، لأنك لن تقرأ، ابدأ في قراءة مجال تحبه، يجذبك، يجعلك تكمل الكتاب إلى النهاية وإن كان بعد عام من الآن، لا يهم إذا قيل لك إن الكتاب «تافه» أو سيئ، المهم أنه يعجبك. شخصياً كنت أحب مجال علم النفس ومازلت، بدأت القراءة في هذا المجال بعمر صغير كانت مثيلات في السن يطلبن مني أن أقرأ الروايات (كانت في ذلك الوقت روايات عبير)، لكنها لم تكن تجذبني بل كانت العلوم النفسية والاجتماعية هي التي تستهويني، أكملت في ذلك المجال سنوات عديدة حتى وصلت إلى مرحلة الاكتفاء فانتقلت إلى مجالات أخرى، والآن أنا أقرأ كل شيء. الوقت. لا يهم كم أخذ من وقتك الكتاب، أو أنك دخلت في شهر أو عام جديد ولم تنهه بعد، إن إنجاز قراءة كتاب واحد أفضل من لا شيء، وإن قراءة كتاب واحد بتركيز عميق، أفضل من ألف كتاب لم تستخلص منه شيئاً. عند القراءة لا تفكر ب «يجب»، يجب أن أنهي هذا الكتاب، يجب أن أقرأ ذلك الكتاب، إن طبيعة الإنسان لا يجب الالتزام بالشيء، لذلك فنحن لم نحب الكتب المدرسية، وقد تعد أسوأ الكتب التي قرأناها على الإطلاق. اقرأ بمتعة، بحب، اجعلها هواية.