أعلنت الولاياتالمتحدة تنفيذها أكثر من 20 ضربة جوية أمس الخميس ضد مواقع لتنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، فيما شهِدتَ صنعاء وقفة احتجاجية جديدة لأمهات محتجزين لدى الانقلابيين. وأفاد الجيش الأمريكي بأن ضرباته استهدفت مقاتلين وأسلحة ثقيلة وبنية تحتية لفرع «القاعدة» في الأراضي اليمنية. وهذا الاستهداف هو، على الأرجح، أول عملية عسكرية أمريكية كبيرة هناك منذ غارةٍ في يناير الماضي، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء «رويترز» عبر موقعها الإلكتروني. ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، جيف ديفيس، أن ضربات الخميس، التي استُخدِمَت فيها ذخائر دقيقة التوجيه، نُفِّذَت في محافظات أبين والبيضاء وشبوة «بالشراكة» مع الحكومة اليمنية الشرعية، وتم تنسيقها مع الرئيس، عبدربه منصور هادي. وذكر ديفيس في بيانٍ له «الضربات ستقلص قدرة التنظيم على تنسيق هجمات إرهابية في الخارج وتحد من قدرته على استخدام الأراضي التي سيطر عليها من الحكومة الشرعية في اليمن كمكان آمن للتخطيط لأعمال إرهابية». وأبلغ سكان ومسؤولون محليون في مدينة شبوة الساحلية، مركز محافظة شبوة (جنوب)، عن وقوع ضربات جوية في منطقة جبلية مجاورة يُعتقَد، بحسب «رويترز»، أن مئاتٍ من عناصر «القاعدة» يتحصنون فيها. وأفادت هذه المصادر بسماعها دوي انفجارات في وقتٍ مبكرٍ أمس في منطقةٍ جبليةٍ احتمى عناصر «القاعدة» فيها العام الماضي بعد طردهم من مدنٍ يمنيةٍ كانوا احتلوها في وقتٍ سابق. وكان البيت الأبيض وصف الغارة التي شنها الجيش الأمريكي في أواخر يناير على مواقع للتنظيم في وسط اليمن بالناجحة، علماً أنها شهِدت إنزالاً محدوداً لقوات خاصة وكانت الأولى من نوعها التي يأمر بها الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب. وأبلغ ترامب الكونجرس، الثلاثاء الماضي، بأن هجوم يناير، الذي نفذته قواتٌ خاصة وشهد مقتل عددٍ من عناصر التنظيم، أسفر عن الحصول على معلومات مخابراتية «قيمة .. ستؤدي إلى مزيدٍ من الانتصارات في المستقبل». وكانت وكالات الأنباء العالمية ذكرت أن الضربات الأمريكية على مواقع للتنظيم في محافظة البيضاء (وسط اليمن) في أواخر الشهر قبل الفائت شهدت مقتل عشر سيدات وأطفال على الأقل وجندي أمريكي، ما تسبب في تعرض العملية لانتقادات داخل الولاياتالمتحدة. وفي إفادةٍ أخرى لها أكثر تفصيلاً؛ ذكرت «رويترز»، نقلاً عن مصادر محلية، أن ضربات جوية أمريكية عبر طائراتٍ دون طيار قتلت أمس 4 أشخاصٍ في شبوة يُشتبَه في انتمائهم إلى «القاعدة»، بعدما استهدفت مبنى في منطقة الصعيد التابعة للمحافظة. وأبانت الوكالة أن قبيلة العوالق تقطن هذه المنطقة. وينتمي إلى هذه القبيلة القيادي السابق في التنظيم أنور العولقي الذي قُتِلَ عام 2011 في غارة بطائرة أمريكية دون طيار. وشنت الولاياتالمتحدة في عهد رئيسها السابق، باراك أوباما، عشرات الضربات الجوية باستخدام طائرات دون طيار مُستهدِفةً فرع «القاعدة» في اليمن، إذ تعدّه أحد أخطر أفرع هذا التنظيم. وفي حصيلةٍ أوردتها وكالة الأنباء «فرانس برس»؛ أفادت مصادر أمنية وقبلية يمنية بمقتل 12 شخصاً يُشتبَه في انتمائهم ل «القاعدة» في 5 غاراتٍ متفرقةٍ أمس شنتها طائرات أمريكية دون طيار. ونقل الموقع الإلكتروني للوكالة عن مسؤول أمني في محافظة شبوة أن 4 من هؤلاء الأشخاص قُتِلوا عندما استهدفت إحدى هذه الغارات عند الفجر منزل عضو في التنظيم الإرهابي في وادي يشبم في مديرية الصعيد. وأشار المصدر إلى وجود الأشخاص الأربعة، الذين كانوا مسلحين، أمام المنزل لحظة استهدافهم بطائرة دون طيار. في الوقت نفسه؛ قتلت غارةٌ مشابهة على قيفة في البيضاء 3 مسلحين يُشتبَه في انتمائهم إلى التنظيم. «كما استهدفت غارات أخرى مسلحين في منطقة الصومعة في البيضاء، ومنطقة موجان شرق مديرية شقرة في محافظة أبين الجنوبية»، بحسب الوكالة نفسها. وفي وقتٍ لاحقٍ بعد ظهر أمس؛ قُتِلَ 5 أشخاص يُشتبَه في انتمائهم إلى التنظيم في غارةٍ جديدةٍ استهدفت آلية في مديرية الوضيع التابعة لمحافظة أبين، بحسب ما أفاد مسؤول أمني. واستفاد فرعا تنظيمي «القاعدة» و»داعش» الإرهابيان من انقلاب ميليشيات الحوثي- صالح على الشرعية اليمنية في مطلع عام 2015م؛ لتعزيز نفوذهما، لكن الشرعية تواجههما بالتوازي مع مواجهتها الانقلاب. وفي صنعاء التي يحتلها الانقلابيون؛ نظمت رابطة «أمهات المختطفين» وقفةً احتجاجيةً أمس أمام مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة. وطالبت المحتجات المنظمة الدولية بالضغط على الميليشيات لإطلاق سراح أبنائهن وكشف مصير المختفين منهم قسراً. وسلّمت الوقفةُ رسالةً إلى مكتب الشؤون الإنسانية جاء فيها أن المختطفين يعيشون في وضع صحي قاسٍ داخل السجون التي يسيطر الانقلابيون عليها، فيما لا يزال مجهولاً حال عشراتٍ من المختفين قسراً. وترفض رابطة «أمهات المختطفين» وصفَ المحتجزين لدى ميليشيات الحوثي- صالح ب «المعتقلين»، وتعتبر توقيفهم غير قانوني وتطلق عليه وصف «اختطاف»، كما تتهم الميليشيات بإخفاء العشرات قسراً.ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن رسالة الرابطة إلى المكتب «الأممي» أن المختطفين يتعرضون إلى التجويع والتعذيب النفسي والجسدي «حيث يُقيّدون بالسلاسل ويتعرضون للشتم والضرب والإهانة» وأشكال أخرى من الانتهاكات. وقالت الرابطة إن «72 من المختطفين (وعددهم الإجمالي نحو 3 آلاف مدني) قُتِلوا جرّاء التعذيب الشديد الذي بلغ حد السحل وقطع الأعضاء، أو الإعدام رمياً بالرصاص بعد التعذيب، كما كان مصير الشاب وليد الإبي». وعلى صعيد المواجهات بين قوات الشرعية (الجيش والمقاومة) والانقلابيين؛ أفاد مصدر عسكري يمني بخوض الجيش معارك عنيفة ضد الانقلابيين في أطراف مديرية موزع في محافظة تعز، بالتزامن مع قصفٍ متبادلٍ بين الطرفين إلى الشمال من مديرية المخا غربي المحافظة نفسها. وأبلغ المصدر موقع «المصدر أونلاين» اليمني الإلكتروني بإحباط قوات الشرعية فجر الخميس هجمات عنيفة شنّها الحوثيون على مواقع في جبل الخزان قرب جبل النار إلى الشرق من المخا، فيما شنت قوات الشرعية هجوماً مضاداً على مواقع عسكرية للحوثيين في الطريق المتجه من شرقي المخا إلى معسكر خالد. وبحسب الموقع الإخباري؛ فإن 8 من المسلحين الحوثيين قُتِلوا في هذه المعارك وأصيب 11 آخرون، في مقابل مقتل 3 من جنود الشرعية وإصابة 7 آخرين. وإلى الشمال من المخا التي أعلنت الشرعية قبل أسابيع تحريرها؛ قصف الجيش الوطني مواقع للانقلابيين في منطقتي موشج وحسي سالم، بحسب الموقع نفسه. ونقل الموقع أن مقاتلات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة، شنت غاراتٍ دعماً لقوات الشرعية.