كثف سلاح الجو الأميركي غاراته أمس بطائرات من دون طيار على مواقع «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» في اليمن، وشن 20 غارة على مواقع يسيطر عليها التنظيم في اليمن قتل فيها 12 على الأقل من عناصره. ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان ومسؤولين محليين في مدينة شبوة الساحلية بجنوب اليمن، أن الغارات استهدفت منطقة جبلية مجاورة يعتقد أن مئات من إرهابيي «القاعدة» يتحصنون فيها. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الكابتن جيف ديفيس، إن «أكثر من 20 غارة استهدفت مسلحي القاعدة ومعدات وبنى تحتية في محافظات أبين والبيضاء وشبوة». وأكد أن الغارات «نفذت بالشراكة مع الحكومة اليمنية، وتم تنسيقها مع الرئيس عبد ربه منصور هادي». وأضاف أن الغارات «ستضعف قدرة القاعدة على تنسيق هجمات إرهابية خارجية وتحد من قدرتها على استخدام المناطق التي سيطرت عليها من يد الحكومة اليمنية الشرعية كمناطق آمنة للتخطيط لهجمات إرهابية. وتأتي هذه الضربات بعد أقل من شهر من غارة أميركية ضد «القاعدة» أدت إلى مقتل العديد من المدنيين والمسلحين وأحد عناصر القوات الأميركية الخاصة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أمني في محافظة شبوة، أن أربعة مسلحين قتلوا في الغارة التي استهدفت عند الفجر منزل عضو في تنظيم «القاعدة» في وادي يشبم في مديرية الصعيد. وأضاف أن المسلحين كانوا أمام المنزل لحظة استهدافهم بالطائرة من دون طيار. وفي غارة ثانية على قيفة في محافظة البيضاء وسط اليمن، قتل ثلاثة مسلحين يشتبه أيضاً بانتمائهم إلى «القاعدة». كما استهدفت غارات أخرى مسلحين في منطقة الصومعة في المحافظة ذاتها، ومنطقة موجان شرق مديرية شقرة في محافظة أبين الجنوبية. ولم تعلن المصادر على الفور وقوع قتلى في الصومعة وشقرة. وفي وقت لاحق بعد ظهر أمس، قتل خمسة أشخاص يشتبه بانتمائهم إلى «القاعدة» في غارة جديدة استهدفت آلية في مديرية الوضيع بمحافظة أبين. وذكر السكان في شبوة أنهم سمعوا دوي انفجارات في وقت مبكر صباح أمس في منطقة جبلية احتمى فيها عناصر «القاعدة» العام الماضي بعد طردهم من مدن يمنية كانوا استولوا عليها في وقت سابق. وكان مقاتلون من تنظيم «القاعدة» سيطروا لفترة وجيزة في 3 شباط (فبراير) الماضي على ثلاث مديريات في جنوب اليمن، بينها شقرة، بعد أقل من أسبوع على هجوم أميركي في أبين تخللته عملية إنزال قتل فيها جندي من القوات الخاصة. وأدت العملية كذلك إلى مقتل 16 مدنياً يمنياً بينهم ثمانية أطفال، وإصابة ثلاثة جنود أميركيين في أول هجوم من نوعه في اليمن ضد «القاعدة» منذ تسلم دونالد ترامب رئاسة الولاياتالمتحدة. وتواصل واشنطن منذ أعوام تنفيذ غارات جوية بطائرات من دون طيار تستهدف فرع تنظيم «القاعدة» في اليمن. والولاياتالمتحدة هي القوة الوحيدة التي تمتلك طائرات من دون طيار قادرة على ضرب أهداف في اليمن. واستفادت التنظيمات المتطرفة ك «القاعدة» و «داعش» من النزاع في اليمن لتعزيز نفوذها، خصوصاً في مناطق الجنوب. من جهة أخرى، طالبت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، بالوقوف إلى جانب قضية المخفيين قسراً، والضغط على ميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي صالح لإطلاق سراح أبنائهن. ونفّذت الرابطة أمس وقفة احتجاجية أمام مكتب الشؤون الإنسانية بصنعاء، وسلّمت رسالة خاصة إلى الأممالمتحدة تتضمن ما يتعرض له عشرات المختطفين الذين يعانون من الأمراض المزمنة، ويعيشون وضعاً صحياً قاسياً داخل سجون ميليشيات الحوثي وصالح، فيما هناك عشرات من المخفيين قسراً لا يُعلم عن أحوالهم أو صحتهم شيء، ولم تحصل الأمهات على زيارة واحدة للاطمئنان عليهم. إلى ذلك، قتل سبعة من ميليشيات الحوثي وصالح أمس في كمين نصبه رجال المقاومة الشعبية في قيفة مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصادر محلية، أن أفراد المقاومة نصبوا كميناً لطقم عسكري كان يقل مسلحين حوثيين، ما أسفر عن مقتل سبعة منهم. وأشارت المصادر إلى أن ميليشيات الحوثي وصالح منعت أمس أهالي قرية حمة صرار من الذهاب إلى مزارعهم، وقصفت بشكل عشوائي مزارع المواطنين في المنطقة.