منذ إعلان وزارة المالية عن برنامج حساب المواطن في بداية السنة المالية الحالية 2017، يدور حوار لا ينتهي بين الناس، وتقلقهم أسئلة كثيرة حول كيفية تطبيق البرنامج، والفئات التي يشملها الدعم الحكومي؟! وكيفية حمايته وتحصينه ضد فساد «لصوص حقوق المواطنين»، حتى ظن المواطن أن حسابه سيكون عسيراً، ولن يستفيد منه بسبب شروطه وتعقيداته. نشرت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في مطلع هذا الأسبوع وثيقة برنامج تحقيق التوازن المالي 2020 وعرضت أمثلة توضيحية عن حساب العائد النقدي، الذي سيتم منحه للمواطنين المستفيدين، حيث تم تقسيمهم إلى ثلاث فئات: أصحاب الدخل المحدود، والمتوسط، وفوق المتوسط الذين سيستفيدون من البرنامج بشكل جزئي، ليصل الاستحقاق إلى مَنْ تصل رواتبهم إلى عشرين ألفاً. وأشارت إلى أن ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول الفئات غير المؤهلة للاستفادة من برنامج حساب المواطن ليس له أي أساس من الصحة، كما أوضحت، وفقاً لما نشرته الصحافة، «أن الأسر السعودية، والأفراد المستقلين، وحاملي بطاقات التنقل، والأم السعودية المتزوجة من أجنبي، جميعهم فئات مستفيدة من برنامج حساب المواطن». تقول آخر الإحصاءات: إن عدد المواطنين الذين سجلوا بنجاح في حساب المواطن منذ بدء تدشين الموقع الرسمي الإلكتروني للبرنامج بلغ مليونين و119 ألفاً و825 مواطناً. وفي تصريح للمهندس ماجد العصيمي، المشرف العام على برنامج حساب الموطن، أكد أنه لا توجد أفضلية لمَنْ بادر بالتسجيل أولاً، وأن التسجيل متاح عبر البوابة الإلكترونية في أي وقت على مدار اليوم. ورغم تأكيد المهندس العصيمي أنه لا توجد أي إشكالات في دخول المواطن للتسجيل في البرنامج، وأنه لا يتطلب تقديم أي مستندات في الوقت الحاضر لإتمام عملية التسجيل، إلا أن كثيراً من المواطنين يواجهون صعوبة في التسجيل، كما لم تتم مراعاة أن ظروف كثير ممَّن يستحقون الدعم الحكومي لا تسمح لهم بالتسجيل فهم لا يملكون وسائل اتصالات، ثم ماذا عن المواطنين الذين لا يملكون الهواتف المتنقلة التي تعد الأساس في التسجيل؟! وهناك أسئلة كثيرة حول الحساب لا تجد لها إجابات واضحة. الهدف الأساسي لبرنامج حساب المواطن، في ظاهره ومضمونه، هو حماية المواطنين من الضرر المباشر وغير المباشر من رفع الدعم الحكومي المرتقب عبر تقديم بدلات نقدية مباشرة لهم، وضمان وصول الدعم الذي تقدمه الحكومة لهم لتخفيف العبء عنهم، وخفض تكاليف المعيشة، لكن قلقاً أخذ يساور الناس مع تزايد حالات التحايل في بيانات التسجيل، كما حدث في سرقة موارد برنامج الضمان الاجتماعي من قِبل غير المستحقين، حيث يخشى الموطنون أن يصيب هذا الفيروس برنامج «حساب المواطن»، وأتفق مع أخي الأستاذ خالد السليمان الذي كتب مؤخراً في صحيفة عكاظ، أن «بعضهم يملك خبرة طويلة في اقتناص الفرص المجانية رغم أن الله أغناهم عنها، أمثال مَنْ زاحموا طالبي منح الأراضي في الحصول على المنح، وهم في غنى عنها، وبعضهم حصل عليها أكثر من مرة، باسمه واسم أفرادٍ من أسرته». ونأمل أن يستعفف المقتدرون فلا يزاحموا المحتاجين فعلاً في موارد الدعم. ما يبعث على الاطمئنان وحُسن الظن، ما جاء في الأخبار، أن حساب المواطن أحكم قبضته القانونية أمام ثغرات التحايل، حيث لم تظهر حتى الآن أي ثغرة قانونية، أو فساد.