يحظى منتج «الملتوت الأحسائي» بإقبال واسع من قبل زائري مهرجان تسويق تمور الأحساء المصنعة «ويا التمر أحلى 2017» بتنظيم من أمانة الأحساء بالتعاون مع الغرفة التجارية. وتتنافس عدد من السيدات المشاركات بالمهرجان في تقديم أصناف متعددة من منتوجات التمور، التي منها «ملتوت التمر» الذي يتم تصنيعه من التمر و البر والسمن، وهو ما اشتهرت بإعداده نساء حي الكوت في وسط مدينة الهفوف منذ القِدم. وأوضحت أم محمد التي تقوم بصناعة ملتوت التمر أنه من أشهر الحلويات الشعبية الأصيلة، وارتبط تقديمه في السابق مع المناسبات السعيدة كالأعياد والزواجات، مشيرةً إلى تشابه منتج الملتوت مع أنواع أخرى من المعجنات الحلوة من مختلف مناطق الخليج ونجد، وأقرب ما يكون من ناحية الشكل هي «الكليجة». وفي معرض عبير الأحساء للفنون التشكيلية لفت الفنان التشكيلي جميل البطيان الزوار بلوحته الفنية المحاكية لمراحل تكوّن «التمرة»، بدءاً من المرحلة الأولى في لونها الأخضر، وصولاً إلى تكونها النهائي بالألوان البُنية المختلفة، وذلك في عمل فني بلوحة واحدة، فيما كان للوحة الثانية تعبير جميل عن الأحساء بنخيلها وطبيعتها خلال فصلي الشتاء والصيف، وما يتميز به كل فصل بوجود منتج «الرطب» صيفاً، ووجود التمر شتاءً. ويعد البطيان من الفنانين التشكيليين المحبين للمدرسة السريالية التي تتحدث عن العناصر الواقعية خاصةً أن خبرته الفنية تصل إلى 30 عاماً، مشيداً بالمعرض وما احتواه من تنوع كبير أسهم في اكتساب المعرفة وتبادل الخبرات بين المشاركين من داخل وخارج المملكة. وأعاد (المقهى الشعبي) ركن سوق القيصرية في المهرجان إلى الأذهان حال مقاهي الأحساء قديماً، بل وأعاد كبار السن من الزوار إلى عبق الماضي وذكرياته الجميلة، الذي أصبح موقعاً مهماً لكبار السن يجتمعون فيه كل يوم طوال أيام المهرجان، ولفت أنظار الزوار اللبس الشعبي للعاملين في المقهى أثناء تقديمهم القهوة والشاي، وربط المقهى بما تقدمه فرق الفنون الشعبية من الفلكلورات الشعبية المتنوعة التي أضفت أجواء مشوقة للحضور. وعلى جانب آخر أجمع عدد من تجار وصناع التمور المشاركين في المهرجان على النجاح اللافت والإقبال الكبير من الزائرين للنسخة الرابعة، متطلعين إلى تكرار إقامته مرتين خلال العام الواحد، متمنين من اللجنة المنظمة دراسة إقامة نسخ من المهرجان في مناطق المملكة الأخرى، وكذلك في بعض دول الجوار، مؤكدين أن مثل هذه الأفكار من شأنها زيادة تسويق تمور الأحساء ودعم الاقتصاد الزراعي. ولفت المهندس عدنان العفالق (تاجر تمور) إلى أن مهرجان تمور الأحساء المصنعة يعد المنصة التي كان يفتقر لها أصحاب المصانع وتجار التمور لتسويق تمورهم، مستدركاً أن وسائل التواصل الاجتماعي ورغم أهميتها لا تكفي لتسويق التمور، وتابع: أسهم المهرجان في مساعدة أصحاب المصانع على تسويق منتجاتهم، وساعد في التعرف على منتجات الآخرين، ودفع جميع التجار لتحسين منتجاتهم، ورفع من الجودة والنوعية، والتنافس الذي أجبر التجار على الوجود في السوق، لافتاً إلى أن الناس ذواقة وتواقة لما هو أفضل دائماً؛ فالناس تأتي للسوق لشراء الأفضل والأجود، فالمهرجان وفر فرصة الانتقائية والاختيار، فالمهرجان تغذية راجعة لعملية البيع والشراء والصناعة، والمهرجان تجذير العمل لدى شبابنا وفتياتنا. وتمنى إقامة هذا المهرجان مرتين خلال العام في ديسمبر وقبيل رمضان بأسبوعين؛ فكثير من الناس يشتري للشهر الكريم، وإقامة معرض متنقل يُسهم في تنفيذه أصحاب المصانع.