الاحتفال هو أول معالم البدايات، كل البدايات.. بلا استثناء. والمبادرة هي البنت البارَّة للتغيير الإيجابي والحسن، وهذا ما صَافَحَنا به مركز الملك فهد الثقافي حينما أطلق فعالية (يوم المرأة السعودية الأول) في مطلع فبراير من هذا العام، المبادرة جاءت لتكريم المرأة وإفراد فعالية خاصة بها. الفعالية التي تضمنت برامج متنوعة وعدة، كانت من أبرزها الندوات النسائية التي ناقشت محاور مهمة مثل (المرأة السعودية والإعلام) و(الدور الثقافي والاجتماعي والتنموي للمرأة السعودية) و(المرأة السعودية والتعليم)، وكذلك جلسات الحوار المفتوح، وتعتبر أهميتها من أهمية الأسماء التي شاركت فيها وليس بثورية المحتوى، إذ إنها كانت مداخل أو تأريخاً لمسيرة المرأة السعودية في المجالات المطروحة خلال السنوات الخمسين الماضية. والصبغة الاحتفالية هي شيء جميل وتليق بالبدايات، حيث نشوة الاعتراف تحققت، ولكن لا يجب أن نقف طويلاً عندها لأن الخطوة التالية تتمثل في ارتفاع منحنى النمو وتحقيق المكتسبات، المكتسبات التي تتوازى مع طموح المرأة السعودية، والتي يجب أن تُطْرح على طاولة الحوار للوقوف على آليات وسبل الوصول إليها والحفاظ عليها، مكتسبات حقيقية مثل تفعيل التشريعات التي تخدم حرية قرار المرأة وتكفل إلزامية التنفيذ سواء على نطاق الأحوال الشخصية أو في بيئات العمل، ورفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل على حساب العنصر النسائي الأجنبي لا الرجل السعودي، وأيضاً تجاوز التمكين القيادي الصوري للمرأة برفع سقف الصلاحيات الممنوحة لها وتعريض نطاق التمكين، (وبالمناسبة يحسب للقطاع الخاص نجاحه في الأخيرة)، هذا النوع من المكتسبات التي نطمح إلى أن تكون هي محور النقاش والبحث والعمل مستقبلاً. جمان: في يوم المرأة السعودية الأول، مركز الملك فهد الثقافي علَّق الجرس مشكوراً.