تصلني في كثير من الأحيان رسائل عدة من أجل إشكالية حرق النفايات في المرمى العام للنفايات بالباحة الواقع على طريق المطار، بصفتي ناشطاً وعضواً في عدد من الاتحادات العربية للبيئة، حيث اعتاد الجميع ممن تقترب مساكنهم من ذلك المردم تلك المعضلة. وعليه أقول بعد أن كنت في السابق منسقاً للجنة أصدقاء البيئة في منطقة الباحة وسبباً في تأسيسها، التي تم تهميشها بالكامل بعد ذلك التأسيس ب3 أشهر فقط، أقول إنني أتفق مع الجميع في خطورة ذلك الحرق، خاصة أنه محرم دولياً ضمن كافة أنظمة البيئة ولا يتفق مع عموم نظم القرارات الدولية الصادرة من برامج الأممالمتحدة، كما أن تكرار حرق المرادم أياً كانت في الباحة أو غيرها مشهد يوحي بطرق بدائية تتخلف عن الركب الحديث للدفن الهندسي والطمر وكافة الطرق والأساليب المستحدثة في الأقطار المجاورة. ولعلني أضيف أن اتخاذ القرارات الارتجالية دوماً في تأسيس جمعيات أو لجان تهتم بالبيئة مصيرها الفشل والتوقف لأنها تبقى أحادية فقط وحلولاً مؤقتة، وهذا ما حصل في لجنة أصدقاء البيئة بالباحة، التي من المفترض أن تعالج كثيراً من الأخطاء قبل وقوعها وتكرارها، سواء من حيث حرق النفايات أو غيره، ولذلك تستمر كثير من تلك الإشكاليات دون حل ومخرج يخدم المنطقة. علماً بأنني أقول وسبق أن صرحت في قنوات تليفزيونية وصحف رسمية، إن بيئة الباحة هي الأولى على المستوى المحلي من حيث خلوها من الملوثات الخطرة وغير ذلك من الأخطار البيئية، لكن يجب أن تتكاتف الجهود لوقف حرق النفايات غير المبرر، كما أوضح ذلك وبيَّنه عدد من الزملاء الصحفيين قبل أيام، لكن دون أي رد مقنع من المسؤولين حياله. أناشد الجهات ذات الاختصاص ضرورة مضاعفة أدوات الرقابة لعدم تكرار ظاهرة الحرق المؤذية من شتى الجوانب، خاصة في ظل وجود حلول أوسع وأكثر انتشاراً وتحضراً ورقياً، كما أذكِّر الجميع بأن تعزيز مفهوم الثقافة التوعوية لا يأتي إلا عن طريق تلك الجمعيات واللجان الخاصة بصداقة وحماية البيئة، التي تخلو منها المنطقة تماماً بعد وأد لجنة أصدقاء البيئة التي تم تأسيسها سابقاً وسرعان ما اختفت لعدم الاهتمام، فهل من وقفة لذلك الشأن حمايةً لمنطقة الباحة التي تأتي على رأس مناطق ومدن المملكة سياحةً ونظافةً وبيئةً.