لكل إنسان طموح رغبة في التميز سواء في مجتمعه أو عمله وأينما حل، وأن يكون له بصمة في حياة الآخرين وأثر إيجابي لإحداث تغيير ملموس في مسار حياتهم وصولا لغايات الرضا، ولكن السؤال هنا: هل شخصيتك وقدراتك تملك الأدوات الكافية والملائمة لتكون في هذه المكانة وتستطيع النجاح في مهمتك بكل يسر وسهولة؟ أم أن موقفك سيكون حرجاً لضعف قدراتك ولا يُمكنك أن تحظى بالنصيب الأوفر من القبول عند الآخرين كقائد ملهم؟ «قبل أن تصبح قائداً، عليك النجاح بكل شيء يعمل على إنماء ذاتك، وعندما تصبح قائداً، عليك النجاح بكل شيء لتنمي شخصية الآخرين». جاك ويلش. أُقدم بعض النصائح التي ربما تسهم في تقييم ذاتك ومعرفة قدراتك وصولا لتحديد هدفك في معرفة شخصيتك وكيفية بنائها لتكون قائدا ملهما وجذابا، ولابد من الإشارة إلى أن تحديد الشخصية يمر عبر معرفة سلوكياتك وصفاتك الاجتماعية والنفسية والعقلية والقدرة على الاستقلالية، لتقييمها يجب وضعها في ميزان محاسبة مع الذات؛ لتعرف أين مكامن الخلل لتطويرها ومكامن القوة لتعزيزها: الشخصية الجذابة القوية تتطلب تقوية العلاقة أولا مع الله سبحانه وتعالى، والعزيمة في الرأي والإرادة والتصميم على حسن التنفيذ. بث روح العمل الجماعي والإيجابي والحد من الآثار السلبية على قراراتك في التعامل مع الآخرين وتجنب القرارات الاندفاعية وغير المدروسة وسرعة الغضب؛ حيث نصحنا سيد الخلق في الحديث النبوي عندما أتى رجل إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فقال أوصني! فقال له «لا تغضب، وكررها مرارا، و قال: «لا تغضب». فالأفضل أن تنمي ثقتك بنفسك، وأن تكون نفسيتك هادئة لتصل إلى نتائج إيجابية ومؤثرة. تجنب الأخطاء بأن تراجع كل ما ستتحدث به أمام الآخرين مع نفسك ولو حدث الخطأ فاعترف به، وقدم الاعتذار، وهذا يعزز من ثقتك في نفسك ويُكسبك احترام الآخرين. أثرِ حصيلتك المعرفية بالتعلم المستمر والقراءة الدائمة؛ لتصبح متحدثا لبقا ومتميزا، والتزم دائما بالصدق ولو خسرت شيئاً من مكتسباتك؛ فالكذب سينفّر الناس ويبعدهم عنك ويُفقدك ثقتهم واحترامهم. أنشئ قنوات تواصل مع كل من حولك وله أثر عليك للاستماع وتقبل الآراء والحوار الفاعل الإيجابي والأخذ بالنصائح المفيدة وبالذات ممن لديهم خبرة في الحياة ككبار السن ومن يتقدمك علما ومقاما. لا تكن عنيدا ومتشبثا برأيك، بل أعط فرصة للآخرين، وتفهم آراءهم وتقبلها، واختر المناسب بعد تعزيز قرارك بالحقائق الداعمة مع الأريحية في طرح رأيك النهائي والابتسامة الدائمة تكسب بها صدقة وتزيل إحساساً متناقضاً بين انتصار وخسارة من ذهن معارضك لتبني القرار المتخذ. لا تنقل متاعبك وأحزانك وهمومك للغير، فربما بعض الأشخاص لديهم أكثر منك، والإفصاح عنها يعطي انطباعا بأنك ضعيف حيلة ويائس من الحياة ويفقدك ثقة الآخرين كقائد يسير بالدفة للأمام، بل اترك عنك انطباعاً إيجابياً وحسناً، مع الاهتمام برباطة الجأش والمظهر والخلق الحسن، في حضورك يأنسون ويسعدون بوجودك، وفي غيابك يفتقدك الجميع ويترقبون عودتك. أشعر الآخرين بالامتنان لأي عمل أنجز أو خدمة أسديت معنويا وماديا، فهذا سيرفع درجات السعادة والحماس لديهم لتقديم الأفضل مهما صعبت المهمة.