هو تساؤل مشهور اختلفت إجابات المتخصصين عليه اختلافًا واسعًا، فأكد بعضهم أن القيادة موهبة فطرية تمتلكها فئة معينة قليلة من الناس. يقول (وارين بنيس) «لا تستطيع تعلم القيادة، القيادة شخصية وحكمة، وهما شيئان لا يمكنك تعلمهما)، وأكد آخرون أن القيادة فن يمكن اكتسابه بالتعلم والممارسة والتمرين فيقول (وارين بلاك): «لم يولد أي إنسان كقائد.. القيادة ليست مبرمجة في الجينات الوراثية، ولا يوجد إنسان مركب داخليًّا كقائد». ومثله قال (بيتر دراكر) أبو الإدارة العلمية «القيادة يجب أن تتعلمها وباستطاعتك ذلك»، أمّا (جاك ويلش)، وهو مَن تولّى رئاسة (جنرال إلكتريك) لمدة 20 عامًا استطاع خلالها أن يحولها من شركة صناعية عادية إلى كيان اقتصادي بارز في قطاعي المنتجات والخدمات، وقد نجح في زيادة قيمة أصول الشركة ثلاثين ضعفًا، وارتفعت قيمة الشركة السوقية في عهده إلى 400 مليار دولار، وهو ما يسمى بمدير القرن العشرين، وبعد تقاعده أصدر كتابًا تحت اسم (الفوز: الإجابات)، تحدث فيه عن القيادة، وهل هي فطرية أم مكتسبة؟ وقد حدد عناصر القيادة في: 1- الحيوية الإيجابية التي تساعد القائد على الحفاظ على طاقته وحيويته ونشاطه في كل الظروف. 2- القدرة على إشعال روح الحيوية لدى الآخرين بإطلاق قدراتهم وطاقاتهم الإيجابية. 3- القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة. 4- الإيمان العميق بتحقيق الأهداف. 5- كفاءة التنفيذ والحسم. واستبعد من هذه العناصر كلاً من (النزاهة والذكاء والنضج العاطفي)، معتبرًا أنها خصال بديهية لا تحتاج إلى تفعيل. ومن هذه العناصر رأى (ويلش) أن العنصر الأخير، وهو الحسم وكفاءة التنفيذ يمكن أن يتم اكتسابه عن طريق الخبرة والتدريب أمّا بقية العناصر فهي خصال فطرية يمنحها الله لمن يشاء من عباده. وهناك أبحاث أجراها معهد لندن للاقتصاد أوضحت أن القادة لا يولدون بكل الصفات التي تحتاجها القيادة، بل هم أناس لديهم الإرادة والرغبة في اتخاذ قرارات حاسمة في المواقف التي تتطلب منهم ذلك، وتؤكد هذه الأبحاث نظرية قديمة للمفكر (برنارد باسي) والذي يقول بأن القيادة وظيفة تولد من رحم الموقف المطروح، وأن أي شخص يمكن أن يكون قائدًا إذا توفرت له الظروف المناسبة. عزيزي القارئ: 1- الذي يتبين لنا أن القيادة تارة تكون فطرية وأخرى تكون مكتسبة فبعض الناس يرزقهم الله تعالى صفات قيادية فطرية، والبعض الآخر يرزقهم الله القرار بأن يكون قائدًا. 2- أنت قائد (بالفطرة)، وهذا القول المأثور يعني أن مهارات القيادة تكتسب عن طريق التعلم والتجربة، وكذلك قد نتعلم أعظم الدروس من خلال الأخطاء. 3- كثير من القادة الذين عرفوا لاحقًا كقادة عظام ظلوا مغمورين لسنوات. 4- يمكن لأي فرد أن يصبح قائدًا. 5- الظروف تصنع وتشكل القادة. 6- القادة هم من يتحملون المسؤولية ويواجهون تحديات تحقيق الهدف. د. مجدي سليمان صفوت