Confidence: How Winning Streaks and Losing Streaks Begin and End By: Rosabeth Moss Kanter 416 pp. - Crown Business تستعرض مؤلفة كتاب "كيف تبدأ وتنتهي خيوط النجاح والفشل؟" روزا بث موس كانتر - الأستاذة بكلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد ومؤلفة كتاب "أساتذة التغيير" - في هذا الكتاب رأيها القائل إن النجاح والفشل ليسا أحداثا تحركها قوى خارجية في حياة أي شخص، بل رؤى تتحقق ذاتيا. فالثقة هي البقعة ما بين اليأس والغرور. وتتكون من توقعات إيجابية لنتائج مرجوة. وتطبق موس كانتر مفاهيم علم النفس حول التفاؤل والتشاؤم والثقة لاستكشاف خيوط النجاح والفشل في سلسلة من المؤسسات المختلفة، منها محطة بي. بي.سي، وشركة جيليت وخطوط طيران كونتننتال، وغيرها من الشركات الكبيرة والشهيرة العاملة في مجالات متباينة. فكانت النتيجة درسا تشريحيا رائعا عن القرارات الرئيسية التي تتحكم في توليد الثقة بالنفس، وكذلك الإيحاءات الصغيرة التي تقويها. تبرز المؤلفة ثلاثة أحجار زاوية لتكوين الثقة بالتفصيل، هي: * المسئولية: أي الخطوات التنفيذية التي تتضمن مواجهة بعض الحقائق دون أي شعور بالإهانة أو التقليل من الشأن. * التعاون: أي طقوس الاحترام المتبادل التي تكون فريق عمل منجزا * التحديث والمبادرة: أي التفكير ذو الاتجاهات والزوايا المختلفة الذي يفتح أبواب الطاقة والإبداع والابتكار. وفي فصل مميز للغاية تصف موس كانتر كيف كون القائد الأفريقي نلسون مانديلا ثقافة تقوم على الثقة بالنفس وبالآخرين في جنوب أفريقيا. وقد يبحث بعض القراء عن حلول سريعة أو استراتيجيات لتكوين عادات ذهنية إيجابية في هذا الكتاب، لكنهم لن يجدوها بكل أسف. لأن موس كانتر تقدم بدلا من ذلك أمثلة وأفكارا متعمقة حول مؤسسات نجحت في بث الثقة بالنفس في العاملين فيها وفي بعضهم بعضا وفي الإدارة العليا، مما حدا بالكثيرين أن يتوقعوا ان هذا الكتاب سيصبح بالتأكيد ضمن المناهج المقررة على طلبة كليات الإدارة في كل الجامعات. والتفاؤل الذي تدعو إليه موس كانتر لا يأتي من فراغ. بل بناءً على دراسة علمية ومعلومات وأسلوب مقنع تماما لقراء هذا الكتاب. فالكتاب قائم على أكثر من 300 حديث مع قادة في مجالات إدارة الأعمال والشركات، والرياضة، والسياسة. وفيه تشرح موس كانتر الدور الذي تلعبه الثقة في أداء المؤسسات والأفراد. كما تتبع خيوط الفشل لتتبين أنها تتكون وتقوى عندما يفقد الأفراد ثقتهم في القادة والنظم. أما خيوط النجاح فتنمو وتشتد عندما يكون الأفراد واثقين بقدراتهم وبالآخرين ( خاصة بقادتهم) ومتمكنين من أدائهم تماما. وتتميز خطوط الثقة بالاستمرارية والاستثمار الدائم، في حين تتسم خطوط الفشل على العكس من ذلك بالتقطع، مما يفسح الطريق للتشاؤم الذي يؤدي بدوره إلى رؤية الفشل وتحقق تلك الرؤية بالفعل. تمزج موس كانتر في كتابها هذا بين النظرية والتطبيق، خاصة عند تقديم النصائح والإرشادات. وتوضح موس كانتر بالتفصيل كيف يمكن للشركات الخاسرة أن تبث روح المسئولية والتعاون والمبادرة - وهي العناصر التي أوردناها بأعلى- لمساعدة العاملين على تحقيق تحول في أداء المؤسسة ونتائجها. وتورد هنا أمثلة عديدة منها مثال من مجال الرياضة حول تحول أداء أحد الفرق الرياضية من الفشل المزمن إلى النجاح المبهر، من خلال مدربها الذي عرف مكمن التشاؤم وفقدان الثقة بها، فلمس هذا الوتر وعزف عليه الحان الثقة بالنفس وبالمدرب وبأعضاء الفريق الآخرين. وبذلك تؤكد موس كانتر مرة أخرى أهمية دور القائد في أي مؤسسة، مهما كان مجالها. ويؤثر عامل الثقة أيضا في نظرة الآخرين للمؤسسة أو الفريق، وهو ما يؤدي بدوره إلى تحقق تلك الرؤية، إيجابية كانت أم سلبية. فكأن الأمر دائرة مغلقة تؤدي كل خطوة فيها إلى ما بعدها، في تتابع لا يمكن أن تحيد عنه. لكنها تبدأ وتنتهي بالثقة. فالنجاح أو الفشل في النهاية محصلة إنسانية. فلا الآلات ولا التكنولوجيا ولا غيرها هي العوامل التي تحقق النجاح. بل هو الإنسان الواثق بقدراته وبالآخرين. وهذا هو ما تؤكده المؤلفة هنا مرة أخرى، من خلال دلائل علمية مقنعة لا تقبل جدالا ولا شكا.