يتفق زعيم كتلة العراقية إياد علاوي مع التحليلات الأمريكية التي نشرها معهد كارينغي للسلام الدولي حول المخاطر التي تواجه العملية السياسية في العراق، ففي الوقت الذي اتهم فيه علاوي إيران بالتدخل في الشؤون العراقية ما بعد الانسحاب الأمريكي، وجدت الباحثة مارينا أوتاواي، أن البلد غير مستقر وغير ديموقراطي تسوده المنافسات القاسية «فيما اتهم أحد نواب التيار الصدري في البرلمان العراقي، رئيس الوزراء نوري المالكي بأنه» يتبع سياسة مشابهة للنظام السابق باتخاذ القرارات ومن دون سلطة رقابية». وأوضحت أوتاواي في دراسة تحت عنوان «حالة العراق»، حصلت «الشرق» على نصها، أنه «في غضون أيام من انتهاء الاحتفالات الرسمية التي سجلت نهاية مهمة الولاياتالمتحدة في العراق، تحرك رئيس الوزراء نوري المالكي، لمقاضاة نائب الرئيس طارق الهاشمي بتهم الإرهاب، وسعى إلى إطاحة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك من منصبه، ما أشعل أزمة سياسية كبرى كشفت تماماً وضعية العراق على أنه بلد غير مستقر وغير ديموقراطي تسوده التنافسات القاسية، وعلى أنه أيضا بلد لم تكد تؤثر عليه الترتيبات المؤسسية وهكذا، انفجرت فورا أعمال العنف الواسعة النطاق. بدوره، هاجم أحد نواب الكتلة الصدرية بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ودعا النائب عن كتلة الأحرار جواد الحسناوي إلى محاسبة المالكي على قوله عن معارضيه «ليضربوا رؤوسهم في الحائط»، وأضاف في بيان أوردته الهيئة السياسية للتيار الصدري، أمس «لاحظنا من خلال مشاركتنا في العملية السياسية والوزارات وتتبعنا لمجلس الوزراء أن بعض القرارات التي تخص المجلس ووزارة الداخلية والمخابرات أن هناك أزمات يفتعلها رئيس الوزراء بين الكتل السياسية أو بين الكتل والبرلمان». وطالب الحسناوي بضرورة «محاسبة المالكي على كلامه الذي سمعناه من أمين بغداد خلال برنامج في إحدى وسائل الإعلام، بقوله إن جميع المواضيع والمقترحات التي قدمتها الكتل السياسية يتم تجاهلها، وهذا دليل واضح على الانفراد بالسلطة والاستهانة بالكتل السياسية» وأشار النائب إلى أن كتلة الأحرار ستقوم بجمع التواقيع لاستضافة رئيس الوزراء إلى مجلس النواب، لكي يوضح عملية التوازن واستراتيجية الدولة والوجود الأمريكي.. وبرأي أوتاواي فإن «ثمة ما هو أكثر من العنف الإرهابي في هذه الأزمة حيث إن الاتفاق السياسي الدقيق والهش بين الأحزاب والفصائل السياسية الذي تم التوصل إليه في نهاية 2010 تداعى، وحكومة الوحدة الوطنية توقفت عن العمل، والمحافظات التي تريد أن تصبح أقاليم لها صلاحيات الحكم الذاتي التي تشبه صلاحيات كردستان العراق، بدأت تبذل ضغوطا مطردة على الحكومة المركزية»، وأضافت أنه «ما لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي جديد قريبا، فقد ينغمس العراق في حرب أهلية أو ينزلق إلى التقسيم». وتابعت «ثمة درس أكثر بساطة، إذ يظهر العراق مدى قوة القوى السياسية المحلية في مواجهة ثماني سنوات من الاحتلال، وبالتالي عقم جهود الهندسة السياسية وبناء الأمة التي تبذل من الخارج». وأضافت «لقد حاول الاحتلال الأمريكي أن يفرض على العراق مجموعة من القواعد السياسية التي لا تعكس الثقافة المهيمنة ولا علاقات القوة بين مختلف القوى السياسية. وفي حين أن الثقافات وعلاقات القوة ليست ثابتة، إلا أنها لا تتغيّر وفق الطلب للتكيُّف مع أهداف القوى الخارجية». وترى أوتاواي أنه «للمرة الثانية منذ أن أطاح التدخل الأمريكي عام 2003 بصدام حسين ونظامه، يواجه العراق تهديدا حقيقيا بالتفكك السياسي، والآن، صارت النتيجة تعتمد على ما إذا كانت القوى السياسية التي تهيمن على العراق وتقسمه، تجد من مصلحتها بلورة حل وسط حقيقي أو أنها ستستنتج أنها قد تستفيد أكثر من تمزيق العراق. من جانب آخر، نفى زعيم القائمة العراقية الاتهامات التي وجهها المالكي لتركيا بالتدخل في الشؤون العراقية، ونقلت قناة ال (CNN) التركية عن إياد علاوي قوله «أعلم أن تركيا قلقة من مستقبل المنطقة والعراق». مؤكدا «على من يتهم تركيا بالتدخل في شؤون العراق أن يوجهوا هذه التهم إلى من يقوم بالتدخل في شؤون العراق ويضر به». وأضاف قائلا «للأسف إن إيران التي تدعم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي تتدخل في شؤون العراق»، موضحا أن «القائمة العراقية أعلنت عن موقفها بوضوح إزاء الموضوع». مضيفاً أن تركيا لاتتدخل في شؤون العراق الداخلية بل إيران هي التي تتدخل. وعرض علاوي ثلاثة خيارات للتغلب على الأزمة السياسية الجارية في العراق، مؤكداً أن الخيار الأفضل هو في انعقاد مؤتمر وطني لتنفيذ اتفاقية أربيل، وتحقيق حكومة الشراكة الوطنية الكاملة، واحتمالات أخرى بما في ذلك إجراء انتخابات مبكرة أو أن يقوم التحالف الوطني باختيار رئيس مجلس وزراء آخر لحين إجراء الانتخابات. مضيفاً أن هذه هي الرسالة التي قمت بنقلها إلى مختلف الأطراف.