منذ سنين والشعب السعودي يتمنى أن يكون لديه دور للسينما، ويطالب بعودة الحفلات الغنائية كما كان في السابق، ومازال يطالب، وليس لديه مانع بأن يكون لها ترتيبات خاصة بها تحافظ على ال «خصوصية» التي تعود عليها، لكن بعد تلك المطالبات وعندما بدأت الفكرة وبدأ تنفيذها، يظهر من لا يرغب فيها ويطالب بإلغائها ويقرر من نفسه بأن الشعب لا يرغب فيها، فمن طلب منهم أن يتحدثوا باسم الشعب؟! الذي لا يرغب فيها ليس مجبوراً على حضورها أو دخول دور السينما. دائما أي أمر جديد على الشعب السعودي يتصدره أشخاص يرفضون وجوده ويتوعدون ويدخلون النار ولا يتركون حديث وعيد إلا وذكروه وأولوه، ومع مرور الوقت نجدهم أول ناس يستخدمونه ولا يستغنون عنه. لماذا بدأت «الهيلمة» والفتاوى التي تحرم وتحلل ولا وجود لنص شرعي يحرمها سوى الخوف من الاختلاط رغم أن الاختلاط بشكل عام لم يرد ما يحرمه، بل ورد في حكم «الخلوة». إن الشعب السعودي لا يحتاج إلى أوصياء ونواب عنه، فهو شعب واعٍ ويعلم ما يحتاجه وما الذي يضره، المحرمات معروفة شرعاً في كل مكان، ولكن العادات والتقاليد تطغى دائما على الدين بين أوساط المتشددين. جميع من يسافر خارج السعودية لا يفوت حضور الأفلام السينمائية، ولم يسبق لنا أن شاهدنا أو سمعنا بوجود خلل في الدين أو الأخلاق، ولكن حينما يكون ذلك لدينا، نجد هناك من يخاف أي تغيير ويعتبره من المحرمات بدون سبب مقنع سوى أنهم لا يرغبون فيه. كيف بنا أن نطور ونساير الزمن ونحن مازلنا نخاف من كل جديد بيننا، ونعتقد بأن أي أمر جديد يدخلنا النار ونعذب به؟! مشكلة بعضنا أنه يفهم الدين بشكل خطأ وينشر مفاهيمه الخاطئة بدون أي دليل، متخذا من قناعاته الشخصية أحكاماً وفتاوى دينية. دعوا الشعب يختار، ولن يختار شيئا يضره أو يخل بعاداته وتقاليده.