أكد ملك مملكة إسبانيا، الملك فيليب السادس، مراهنة الشركات في بلاده على المستقبل في المملكة، في ظل «رؤية 2030» وبرنامج التحول الوطني. وأوضح، خلال لقاءٍ أمس في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض، أن شركاتٍ في بلاده تسعى إلى الدخول في شراكاتٍ مع قطاع الأعمال السعودي «لتنفيذ عديدٍ من المشاريع في المجالات الهندسية ومجال الطاقة المتجددة؛ للمساهمة في التنمية الاقتصادية في المملكة وتحلية المياه». وعبَّر، كذلك، عن رغبة هذه الشركات في «المساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة وبرنامج التحول الوطني، من خلال الإسهام في تأهيل العمالة السعودية وسد الفجوة في التدريب المهني، للمساعدة في توفير مزيدٍ من فرص العمل للشباب»، مشيراً إلى إمكانية مساهمة الشراكة بين قطاعي الأعمال في البلدين في تحقيق اقتصادٍ متنامٍ في المملكة. توثيق العلاقات على مختلف المستويات ولفت الملك فيليب السادس إلى تطلُّع إسبانيا إلى توثيق علاقاتها التاريخية وروابطها مع المملكة على جميع المستويات السياسية والتجارية والاستثمارية «بما يعزز الصداقة بين الشعبين ويطوِّر الشراكة التجارية والاستثمارية». وإسبانيا تحتل المركز الثالث بين الدول الأوروبية المستورِدة من المملكة. وتحدث الملك فيليب عن كون البلدين من أكبر الشركاء التجاريين. وعدَّ مشاركة عددٍ من الشركات الإسبانية في تنفيذ عديدٍ من المشاريع التنموية في السعودية دليلاً على الثقة الكبيرة في الخبرة والتقنية الإسبانية. ورأى أن «النجاح الذي حققته هذه الشركات يعد محفّزاً لها لتقوم بعديدٍ من المشاريع التنموية»، مشيداً بما وجده من حسن الضيافة وكرم الاستقبال من قِبَل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والشعب السعودي، ومؤكداً رغبة بلاده في تحقيق مزيدٍ من التعاون الاقتصادي المستقبلي مع المملكة. تطلُّع إلى مزيدٍ من الشراكة بدوره؛ أبدى رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، ثقته في إعطاء هذه الزيارة دفعةً قويةً لعلاقات الصداقة التاريخية، التي يتجاوز عمرها 6 عقود، بين إسبانيا والمملكة، وتعزيز الشراكة الاقتصادية التجارية والاستثمارية بما يخدم مصالح الشعبين. وأشار الراجحي، في كلمةٍ له خلال اللقاء، إلى امتنان قطاع الأعمال السعودي للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين بدعمٍ وتشجيعٍ من خادم الحرمين الشريفين وملك إسبانيا وحكومته. وتطلَّع إلى مزيدٍ من خطوات التعاون والشراكة خصوصاً في ظل اعتماد المملكة رؤيتها المستقبلة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 «اللذين يرسمان خططها لإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني والتحول إلى اقتصادٍ متنوع»، مؤكداً استعداد القطاع الخاص السعودي لتعزيز هذه الشراكة. وأبان الراجحي «رغم أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين تحتفظ بمستوى جيد يتحدى المشكلات التي تجابه الاقتصاد العالمي وحركة التجارة العالمية؛ إلا أن القطاع الخاص السعودي يتطلع إلى زخمٍ أكبر لهذه العلاقات، بما يعكس حجم القوة الاقتصادية التي تمثِّلها الدولتان». في الوقت نفسه؛ ثمَّن الراجحي المساهمة النشطة للمستثمرين الإسبان في المملكة الذين يعملون منذ سنواتٍ طويلة في مجال مصافي البترول والصناعات البتروكيماوية بتعاونٍ مع شركتي «أرامكو» و«سابك». ولفت، كذلك، إلى «المساهمة البارزة في مشاريع ضخمة مثل مشروعي قطار الحرمين ومترو الرياض ومشاريع تحلية المياه»، آملاً، في المقابل، في تعزيز الاستثمارات السعودية في إسبانيا وزيادة فرص نفاذ السلع والمنتجات السعودية إلى أسواقها. وخلال اللقاء؛ تحدث وزيران إسبانيان هما ماريا لويزا بنسيلا «وزيرة الدولة للتجارة» وإنجو دي لاسارينا «وزير الأشغال العامة» عن رغبة بلادهما في تحقيق مزيدٍ من التعاون التجاري والاقتصادي في المملكة والاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في الاقتصاد السعودي. وأكدا أهمية إيجاد علاقات شراكة بين قطاعي الأعمال في البلدين للنهوض بمستوى التعاون التجاري ليصبح أفضل مما هو عليه الآن. فرص واعدة وعلى هامش اللقاء؛ عقد رجال أعمال سعوديون وأعضاء الوفد التجاري الإسباني لقاءاتٍ بحثت سبل التعاون المشترك، وطرق الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في اقتصاد البلدين. وشدد الجانبان على أهمية زيادة حجم التبادل التجاري والاقتصادي بما يتواكب وعلاقات البلدين المتطورة في مختلف المجالات. وكان الراجحي وأعضاء مجلس إدارة غرفة الرياض وجمعٌ من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين في استقبال ملك إسبانيا لدى زيارته مقر الغرفة. الطاقة الذرية في سياقٍ آخر؛ زار الملك فيليب السادس، أمس، مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. وكان في استقباله والوفد المرافق له رئيسُ المدينة، الدكتور هاشم بن عبدالله يماني. وجرى خلال الزيارة استعراض أوجه التعاون المشترك بين البلدين في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية والطاقة المتجددة في إطار «رؤية المملكة 2030». وتجوَّل الملك فيليب في معرض «مشكاة» التفاعلي الذي يعد إحدى مبادرات مدينة الملك عبدالله، واطلَّع على فيلم «مملكة الطاقة المستدامة» وأهم المعروضات والبرامج الموجودة في المعرض. ورافقه، خلال الزيارة، وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عادل بن زيد الطريفي «الوزير المرافق»، وسفير مملكة إسبانيا لدى المملكة، خواكين بيريث، وعددُ من المسؤولين في المدينة. ولاحقاً؛ غادر ملك إسبانيا والوفد المرافق له الرياض بعد زيارة رسمية للمملكة. وكان في وداعه، في مطار الملك خالد الدولي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة إسبانيا، الأمير منصور بن خالد بن عبدالله الفرحان، والدكتور عادل الطريفي، والسفير الإسباني، ومندوبٌ عن المراسم الملكية.