لا بد من التفكير ملياً في سبب انتفاضة الفريق ضاحي خلفان ضد «الإخوان المسلمين» في هذه الفترة تحديدياً، وسبب لغته الحادة والعنيفة ضدهم مع أن وجودهم في الإمارات قديم، ولهم فيها حضور قوي وإن لم يتخذ، علانية، مظهراً سياسياً، ثم أنه رجل أمن لم يسبق له مثل التصريحات النارية ذات الطابع السياسي، ولم يسبق له أن مارس نشاطاً مشابهاً.من المؤكد أن حملة خلفان ليست بمبادرة ذاتية، أو مجرد اجتهاد شخصي، وإنما هي رسالة رسمية، إلى حد كبير، تعلن المواجهة ضد «الإخوان» وإعلان القطيعة معهم. ولاشك أن هذا الموقف لايمثل دبي وحدها بل الإمارات جميعها ولعل خلفان ينطق باسمها وينقل رسالتها إلى هذه الجماعة مما يعني بداية مواجهة بين الطرفين، وأن هناك أسباباً توجب مثل هذا التحرك، ولعلَّ دبي وقفت على ملفات ومخططات للجماعة تستهدف تفعيل قواها الساكنة وتنشيط خلاياها النائمة لأهداف محددة تتجاوز كثيراً انتقادات يوسف القرضاوي.وما يؤكد أن خلفان لا يمثِّل ذاته هو موقف الإمارات من تصريحات «الإخوان الضدية، أما الموقف الأكثر أهمية فهو رفض مجلس التعاون لهذه التصريحات ومساندته لخلفان مما يشي بوجود، أو على الأقل، توافق خليجي على معالجة قضية «الإخوان» برؤية واحدة في تطور لافت من حيث التنسيق، والإدراك المشترك لخطورة الإخوان على منظوماتها السياسية.من ناحية أخرى تتوافق تهديدات خلفان مع البروز السياسي ل»الإخوان» واقترابهم من تحقيق حلم السلطة الذي تُشكِّل فيه دول الخليج واسطة العقد، وتمثِّل الإمارات جوهرته الأساس نظراً لطبيعتها غير النشطة سياسياً مما يجعلها، ميدانياً، بوابة الجماعة إلى الخليج.هذه التصريحات مجرد بداية والتطورات ستتوالى قريباً لأن كلاماً بهذا المستوى لا يجيء عبثا.