أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن استعداده للقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهين بحضور الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في باريس، فيما هددت السلطة الفلسطينية بإعادة النظر في الاعتراف بإسرائيل إذا تم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي تلقي مسودات عدة من البيان الختامي المتوقع صدوره عن مؤتمر السلام المقبل في باريس في الخامس عشر من الشهر الجاري، وأن الجانب الفلسطيني قدم اقتراحات لتعديل هذا البيان. وقال المالكي في حديث لإذاعة صوت فلسطين أمس، إن الجانب الفلسطيني قدم تعديلات مقترحة على المسودتين الأولى والثانية، ومن المتوقع تلقي مسودة ثالثة قبل أن يصادق عليها المؤتمر. ووفق مصادر ديبلوماسية غربية، فإن البيان الجاري إعداده يطالب، باسم الدول السبعين المشاركة في المؤتمر، كلاً من رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس السلطة الفلسطينية، الاعلان مجدداً عن دعمهما لحل الدولتين، والتنصل من الجهات الرسمية في حكومتيهما التي تعارض ذلك. ووفق تلك المصادر فإن المقصود من تلك الجهات هم الوزراء في حكومة نتانياهو الذين أعلنوا عن رفضهم لحل الدولتين، ويعدون لتقديم مشاريع قرارات الى البرلمان لضم اراض فلسطينية محتلة في الضفة الغربية لإسرائيل. وينص مشروع البيان المقترح في مسودته الثانية ايضاً على التزام الدول المشاركة في المؤتمر بعدم القيام بأي انشطة في المستوطنات الإسرائيلية القائمة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967، والتمييز بين نشاطاتها في إسرائيل وبين تلك المستوطنات. وينص على الترحيب بالقرار الأخير لمجلس الأمن الرقم 2334 الذي اعتبر الاستيطان غير شرعي. ونصت المسودة الثانية على أن الدول المشاركة في المؤتمر تطالب الطرفين ب «الامتناع عن خطوات من جانب واحد من شأنها أن تحدد مسبقاً نتائج المفاوضات في شأن الحل الدائم»، وطالبتهما باجراءات ل «إعادة بناء الثقة، وخلق مسار يمكن بواسطته العودة إلى المفاوضات المباشرة» و «إظهار الالتزام الصادق بحل الدولتين». وأبلغت الرئاسة الفلسطينية الرئاسة الفرنسية إن الرئيس عباس مستعد للقاء ثلاثي يجمعه مع كل من الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي في اليوم التالي للمؤتمر. وقال مجدي الخالدي مستشار عباس للصحافيين في لقاء في مقر الرئاسة أن عباس سيتوجه الى باريس في 16 الشهر الجاري، وأن الجانب الفلسطيني يعتبر انعقاد المؤتمر بحد ذاته انتصاراً للقضية الفلسطينية. وأضاف: «لكننا نأمل بأن يخرج المؤتمر بدعوة بآليات ومواعيد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف: «المتوقع أن يشكل المؤتمر لجنة للمتابعة تعمل على متابعة تنفيذ قراراته في ما يتعلق بحل الدولتين وإنهاء الاحتلال والمطالبة بوقف الاستيطان». ويأمل مسؤولون فلسطينيون في أن يشكل المؤتمر ضغطاً على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لوقف نقل السفارة الى القدس. وكان عباس وجه رسالة إلى ترامب حذر فيها من أخطار نقل السفارة الأميركية إلى القدس «لما لها من آثار مدمرة على عملية السلام، وخيار حل الدولتين، وأمن واستقرار المنطقة». وحذر صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات الفلسطينية من أن منظمة التحرير الفلسطينية «ستكون مضطرة لتعليق أو سحب الاعتراف بدولة إسرائيل» في حال إقدام الرئيس ترامب على نقل السفارة. كما هدد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد إشتية من أن «الحديث عن نقل السفارة الأميركية الى القدس يعني نهاية حل الدولتين ويعني بالنسبة إلينا إنتهاء المسار التفاوضي وإغلاق الباب كلياً أمام المفاوضات، وسنعيد النظر في الاعتراف بدولة إسرائيل، وسننفذ خطوات إحتجاجية أخرى متعلقة بكامل المسار السياسي». وأمل في أن «لا يعلن الرئيس الأميركي الجديد في خطاب تنصيبه في 20 الجاري عن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس». وأوضح أن «القيادة الفلسطينية لا تعلم شيئاً عن السياسة الخارجية للإدارة المقبلة».